مأمون الشناوي يكتب:  فضفضة .. وامتنان !! 

أنا من الذين يستوقفهم يوم مولدهم ، ليس للاحتفاء والاحتفال ، وإنما أنتهزها فرصة للوقوف مع النفس ، ومراجعة مافات ، واجترار الذكريات ، وتأمل مجريات الأحداث وتقلبات الأيام ، واحصاء الأحبة الذين رحلوا ، والأحبة الذين فارقونا في الحياة الدنيا ، نسياناً أو هجرا ، والذين ملأوا حياتنا بالدفء والسعادة ، ومازالوا !!.
أستعيد معارك لا معني لها ، ولا جدوي منها ، وتعصبات كأنها العهن المنفوش ، وتشاحنات وصراعات وصدامات في اللاشئ ، وأتعجب من نزقي وقتها وحماستي ، ثم أبتسم ساخرا !!.
فلا شئ في الدنيا يستحق ، لكنني وقتها كنت مندفعاً إلي المجهول ، مثل حصان جامح لا توقفه حواجز ، ولا تردعه تحصينات ، ولا يخشي العواقب ، وكان لذلك كله ثمن باهظ لاشك ، دفعته مجبراً لا مختارا ، فلا أحد يختار السجن ولا الحرمان ، ولا أحد يجد فرصة أفضل للرغد والصعود والشهرة واعتلاء القمم وحصد المناصب والمكاسب والجوائز ولا ينتهزها ، ولكنني فعلت ، ولست نادماً ، ولو عاد بي الزمان ما اخترت غير الذي اخترت !!.
لكن ما الذي تغير من حولك ، لا شئ ، اكتشفت أننا نركب سفينة لا نقودها ، والقبطان دائماً يهبط علينا من السماء ببراشوت ، ولا يسألنا وجهتنا ، وإنما يسير بها وفق مايري هو ، دون اعتبار لرغباتنا أو أحلامنا أو أمنياتنا ، حتي سفينة العالم ، يقودها قرصان ، لا قبطان !!.
علي المستوي النفسي والروحي ، ازداد يقيني ، وصرت أكثر تسامحاً وصفحا ، وهدأت النار بين جوانحي ، لكنها لم تنطفئ ، ولا أظنها ستنطفئ إلا مع خروج الروح ؛ فهي الوقود الذي يقدح زناد الفكر ، ويؤجج المشاعر ، ويلهب القلب ، ويلهمه الحب والثورة والاشتياق والابداع !!.
أحمد الله أنني مازلت مندهشا ، ومتسائلا ، ورافضا ، ومتمردا !!.
في كل عام أتخذ عدة قرارات ، ألتزم بها لأيام ثم أنساها ، وأعود كما كنت !!.
واكتشفت أن أروع مافي الانسان أن يظل كما هو ، كما خلقه الله ، فهو القائل سبحانه [ لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ]، فلا تجهد نفسك بتعديل ماخلقه الله ، فسوف تفسده ، واترك نفسك علي سجيتها ، وفطرتها الأولي !!.
معذرة – سادتي وأحبتي – فقد دوشتكم ، لكنهم كلمتين أردت أن أفضفض بهم معكم ، ومَن سواكم يحتملني ، كما تحتملون دوشتي وازعاجي لكم كل صباح !!.
دمتم أهلي وأحبتي وقبيلتي وعزوتي وعشيرتي الأقربين !!.
ودامت تهانيكم التي طوقت عنقي بباقة من أرقي الزهور ، حتي الذين نسوا ، أو تناسوا ، أو تجاهلوا عن عمد ، ففي التجاهل العمد من صورة الود ، ولهم في القلب ألف عذر لايقلل من منزلتهم عندي !!.
ألف شكر .. علي رأي الكابتن محمود الخطيب .. شفاه الله !!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى