المستشارة هدى الخضراوي تكتب: مصر… حين تتكلّم، تصمت البنادق!

في زمنٍ امتلأ بالضجيج، وتاهت فيه الحقائق بين الدعاية والمصالح، كانت مصر — كعادتها منذ فجر التاريخ — تمارس دورها الأصيل كحارسٍ للتوازن، وصوتٍ للحكمة، وضميرٍ للأمة.
بينما كانت المنابر تصرخ، كانت القاهرة تعمل.
وبينما انشغل العالم بالمزايدات، كانت مصر تمسك بخيوط النار لتُطفئها لا لتزيدها اشتعالًا.
⸻
🕊 من الصمت خرج القرار
لم تُعلن مصر نواياها على الشاشات، ولم تبحث عن تصفيقٍ أو دعاية.
كانت تدرك أن القرار الحقيقي يُصنع في غرف التقدير لا على صفحات التواصل، وأن الأفعال هي التي تصنع المجد لا الشعارات.
تحركت بهدوء، بذكاءٍ سياسي متقن، وبإيمانٍ عميق بأن السلام لا يُطلب من الآخرين بل يُصنع بالإرادة والسيادة.
وحين اكتملت دوائر الصبر والدبلوماسية،
خرج القرار من القاهرة… وقف الحرب.
قرار لم يُملَ عليها، ولم يُنتزع منها، بل كان قرارًا مصريًا خالصًا نابعًا من ضمير أمة تعرف معنى المسؤولية.
⸻
⚖ مصر… الدولة التي لا تتبع، بل تُتَّبع
في لحظة ارتباك عالمي، كانت مصر هي الدولة الوحيدة التي احتفظت باتزانها.
لم تندفع وراء الانفعالات، ولم تنكفئ على نفسها، بل فتحت أبوابها للمساعدات، ونسّقت بين القوى، واستعادت زمام الموقف بمهارةٍ يعرفها التاريخ جيدًا.
الذين ظنوا أن مصر “مقفلة”، أدركوا الآن أن مصر كانت تحمي حدودها بالسيادة وتحمي الإنسانية بالحكمة.
فمصر لا تُقاس بمساحتها على الخريطة، بل بحجم تأثيرها في ضمير العالم.
⸻
🏛 إرث من القيادة لا يصدأ
منذ آلاف السنين، حين كانت الحضارات تتعلم معنى الدولة،
كانت مصر تكتب على جدران المعابد أول دستورٍ للعقل الإنساني.
واليوم، حين اختلطت الأصوات وضاعت البوصلة،
عادت مصر لتقول كلمتها بهدوءٍ يسبق العاصفة:
*“كفى… يكفي دمٌ سال.”*
فمن هنا — من أرض الكنانة — خرجت الرسالة:
أن القوة ليست في التهديد، بل في القدرة على ضبط النفس.
وأن السيادة الحقيقية لا تُقاس بالصراخ، بل بقدرة الدولة على فرض احترامها دون أن ترفع صوتها.
⸻
🌍 من القاهرة إلى العالم
تاريخ مصر لا يبدأ من اليوم، لكنه يتجدد فيه.
من ناصر إلى السادات، من حرب إلى سلام،
من العبور العسكري إلى العبور الدبلوماسي،
تُثبت مصر في كل مرة أن قيادتها نابعة من رسالتها، ورسالتها نابعة من تاريخها.
لم تكن مصر يومًا دولة هامشية، بل كانت دائمًا نقطة الارتكاز التي توازن المعادلة حين تميل،
واليوم تُعيد تأكيد هذا الدور، ليس فقط كدولة، بل كـ رمزٍ للاستقرار والإنسانية والسيادة العربية.
⸻
👑 مصر التي حين تتكلم… يكتب التاريخ فصلًا جديدًا
مصر لا تصنع المشهد، بل تصنع معناه.
حين تتكلّم تصمت البنادق، لأن صوتها ليس كأي صوت،
ولأنها تملك من الهيبة ما يجعل العالم يُصغي حتى في لحظات الفوضى.
فوق أرضها تُرسم خطوط السلام،
ومن بين مؤسساتها يخرج القرار الذي يعيد للعرب توازنهم،
وللإنسانية كرامتها.
وهكذا تبقى مصر — كما كانت دائمًا —
الضمير، والقيادة، والحكمة التي تزن الكلمات بميزان التاريخ
مصر لم تكن طرفًا في الحرب، لكنها كانت القرار الذي أنهى الحرب.
لم تُطلق رصاصة، لكنها أطلقت رسالة حضارة عمرها سبعة آلاف عام.
وستظل — ما دامت الشمس تشرق من الشرق —
الدولة التي لا تنكسر، ولا تُستدرج، ولا تنام على صوت المدافع.
مصر… أم السلام، وأم العروبة، وأم الدنيا.
⸻
🇪🇬 #مصر_العظيمة
🇪🇬 #وقف_الحرب_بقرار_مصري
🇪🇬 #تحيا_مصر