جيبوتي تتحرك نحو الصومال.. رسالة غير مباشرة لإضعاف إثيوبيا

أكدت جيبوتي التزامها بدعم استقرار الصومال، معلنا عزمها نشر قوات إضافية لمواجهة التهديدات المستمرة التي تشكلها حركة الشباب.

ففي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد الممثل الدائم لجيبوتي، محمد سياد دواله، ترحيب بلاده بالتقدم الذي أحرزته الحكومة الصومالية في مجال تعزيز الأمن وبناء المؤسسات، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التحديات الأمنية ما تزال قائمة.

قوة جيبوتي العسكرية
وتحتل جيبوتي المرتبة 153 في تصنيفات القوة العسكرية لعام 2025، فورغم صغر حجم جيشها الوطني، إلا أن جيبوتي تلعب دورًا بالغ الأهمية في الجغرافيا السياسية العسكرية العالمية نظرًا لموقعها الاستراتيجي عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بجوار مضيق باب المندب، أحد أكثر نقاط الاختناق البحرية ازدحامًا في العالم.

كما تستضيف جيبوتي العديد من القواعد العسكرية الأجنبية، بما في ذلك قواعد من الولايات المتحدة والصين وفرنسا واليابان ودول أخرى، مما يجعلها مركزًا أمنيًا متعدد الأطراف وحيويًا لمكافحة القرصنة والإرهاب وأمن الشحن العالمي.

وتركز القوات المسلحة الجيبوتية (FAD – Forces Armées Djiboutiennes) على الأمن الداخلي والدفاع عن الحدود ودعم عمليات حفظ السلام الإقليمية، لا سيما في الصومال والقرن الأفريقي. كما يوفر وجود القوات العسكرية الأجنبية حماية غير مباشرة، مما يسمح لجيبوتي بتركيز مواردها الدفاعية المتواضعة على المرونة المحلية والتعاون الإقليمي.

جيبوتي تدعم قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال
وفي كلمته شدد أكد الممثل الدائم لجيبوتي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أهمية تعزيز الدعم المقدم لقوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال، كاشفا عن توقيع اتفاقية ثنائية بين جيبوتي والصومال تقضي بإرسال مزيد من القوات لدعم جهود تحقيق الاستقرار.

كما حث المجتمع الدولي علي تقديم دعم جماعي قوي للحكومة الصومالية، مشددًا على ضرورة عدم التساهل مع الهجمات الإرهابية التي تستهدف المدنيين والقوات الوطنية، والتي تعرقل أيضا وصول المساعدات الإنسانية.

وتتسم العلاقات بين البلدين بحساسية شديدة حيث جاءت العلاقات الصومالية الجيبوتية بخصوصية تربطها التوافق والتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري.

إثيوبيا والعلاقات الصومالية الجيبوتية

وظهرت الدعم العسكري بارزًا، منذ اندلاع الأزمة بين الصومال وإثيوبيا جراء توقيع الأخيرة مذكرة تفاهم مع صومالي لاند غير المعترف بها دوليا للوصول للمياه الدافئة من خلال أرضها مما تسبب في غضب الصومال لما في ذلك من مساس بسيادته على أرضه، قدمت جيبوتي مقترحا للطرف الإثيوبي مفاده عرض إدارة مينائها تاجورا عليه ليكون بديلا لميناء بربرة الصومالي المثير للمشكلة وتفاديا للتعامل مع بلد غير معترف باستقلالها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى