معوض ابو زبد بكتب: بعبع المعاش ( معاش اللي يزعلك )

 

حتى كثير من مشاهير العالم في الفلسفة والفن والرياضة تحدثوا عن سن المعاش تلك المرحلة الفارقة في حياة البشر وخاصة الموظفين .

 يقول نعوم تشومسكى : العمر مجرد رقم لكن التقاعد هو أجمل الهدايا البشرية .. ويقول ديفيد جون تشالمز عليك أن تؤجل أن تكون شابا حتى تتمكن من التقاعد .. ولكن ماذا عن المعاش في مصر ودول العرب ..؟

في مصرنا يختلف الحال من فئة الي فئة أخرى وفقا لوجهة نظرها في الحياة ونوعية متطلباتها ورؤاها للحاضر والمستقبل . فهناك مجموعة تتمنى ألا تخرج الي المعاش أبدا ويمتد بهم العمل الوظيفى الميرى الي عشرة سنين إضافية فوق الأربع سنين المتبقية له مبررا وجهة نظرها في صعوبة الحياة وغلاء الأسعار مع وجود أولاد مازالوا في مراحل دراسية متنوعة تحتاج إلي نفقات يومية وشهرية كثيرة لن يصد معها المعاش الذي يصل الي أقل من راتبه في الخدمة حاليا ..

وهناك فئة أخرى لا تفكر في لحظة التقاعد وتتساوى الأمور عندها .. فموعد المعاش وتوقيته لا يشكل لها أي مشكلة أما بسبب حالة اليسر المادى وتوفر موارد أخرى للدخل أو للرغبة في الراحة بعد سنوات طويلة في الوظيفة .. وهناك فئة يمثل لها المعاش ونهاية الخدمة كابوسا مؤلما حيث يرون أن المكانة الإجتماعية والسلطة تأت من الوظيفة والمنصب وأن الأضواء والشهرة ورنين الهواتف سينحسر عنهم بعد حفلة المعاش أن كان هناك حفلة ..

وهنا يقول فينس لوماردى مدرب الكرة الأمريكى المشهور في فترة السبعينات : كلما عملت بجد كلما كان الإستسلام أصعب … والمجموعات الأخرى وهى فئة قليلة يتعجلون سن التقاعد مبكرا ولهم ظروفهم وقناعاتهم .. فقد يرغبون في الهروب بعيدا عن ضغوط العمل وأعباء الوظيفة التي أثقلت كاهلهم مع عدم وجود التقدير الكافى لجهودهم وتميزهم عن غيرهم أو تعرضهم للظلم ونظريات المؤامرة .. أو قد طلبا للراحة مؤقتا والعمل في جهات جديدة في مجالات تخصصهم ولكن بحرية أكبر وعائد مادى مجزى ..

والفئة الأخيرة هي من تعتبر فترة المعاش ومرحلة التقاعد هي حياة جديدة يدخلونها بكل رضا وحب للاستمتاع بما تبقي من العمر وسط العائلة والأحباب والأهتمام بالجوانب الصحية التى قد تكون أرهقتها ظروف الوظيفة والسفر والترحال والمسئولية ذات الحمل الثقيل لسنوات كثيرة ..

وهنا يقول جين بيريه : التقاعد رائع فأنت لا تفعل شيئا دون القلق من الوقوع فيه … ويضيف لنا ( السدير ماكنتاير ) بأن التقاعد هو الوقت الوحيد في حياتك الي لم يعد فيه الوقت يساوى المال .والصفة الغالبة علينا وعلي الواقفين في طابور أو علي مقهى المعاشات هي قلة الدخل المادى في مواجهة أعباء الحياة وزحامها اللاهث فضلا عن الفراغ والوحدة التى يشعر بها كل موظف يخرج الي المعاش بعد توقف رنين الهاتف وقطع الحرارة . وغياب العلاقات الاجتماعية التى ضاعت في متاهة الزحام … معاش اللي يزعلك .. )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى