طريق الحياة الجديد: شريان يربط الصعيد بالقاهرة ويوفر مليون فرصة عمل

مشروع وطني متكامل يختصر المسافات ويطلق تنمية غير مسبوقة في جنوب مصر

كتب – محمد عبد الصبور

 

من قلب صعيد مصر، تتجدد الأفكار الطموحة التي تسعى لإعادة توزيع التنمية وتحقيق العدالة المكانية بين المحافظات، حيث طُرحت خلال السنوات الماضية مقترحات عدة لإنشاء طريق مختصر يربط بين أرمنت في الأقصر ونجع حمادي في قنا، لتقليل زمن الرحلة بين أسوان والقاهرة بما يزيد على ساعتين ونصف، وتحقيق نقلة نوعية في البنية التحتية لمحافظات الجنوب.

الفكرة، التي حظيت باهتمام باحثين ومهندسين محليين، تقوم على استغلال الطبيعة الجغرافية للمنطقة التي تمهد لإنشاء طريق مستقيم لا يتجاوز 26 كيلومترًا بدلًا من الطريق الحالي الملتف حول “ثنية قنا” بطول يزيد على 150 كيلومترًا.
وقد تم بالفعل تمهيد نحو 20 كيلومترًا من الطريق المقترح، بينما يتبقى 6 كيلومترات فقط تمر بمنطقة جبلية يمكن معالجتها هندسيًا لتكتمل حلقة الربط.

ولا يتوقف المشروع عند كونه طريقًا مختصرًا، بل يمتد إلى إنشاء فرع مائي موازٍ للنيل يبدأ من أرمنت وصولًا إلى نجع حمادي، بما يسمح بري نحو مليوني فدان صالحة للزراعة، وإقامة مشروعات صناعية وزراعية وسياحية جديدة، وتحويل المنطقة إلى محور استثماري متكامل يخدم خمس محافظات جنوبية دفعة واحدة.

الخبراء يؤكدون أن المشروع، إذا نُفذ وفق رؤية علمية مدروسة، يمكن أن يخلق أكثر من مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ويعزز من حركة التجارة الداخلية، ويخفف الضغط على الطرق الحالية، ويقلل من استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية، بما يتوافق مع توجهات الدولة نحو التحول الأخضر والتنمية المستدامة.

كما أن إقامة الطريق والفرع المائي سيمثلان نقطة انطلاق لإنشاء مدن جديدة ومناطق عمرانية حديثة على جانبي المحور، مما يسهم في جذب الاستثمارات وتخفيف الكثافة السكانية عن المدن القديمة، وفتح آفاق جديدة أمام شباب الصعيد في مجالات الزراعة والصناعة والخدمات.

رؤية ختامية:
كما كان النيل في الماضي شريان الحضارة المصرية، يمكن للطريق والفرع المائي المقترحين أن يكونا شريان التنمية الحديثة في الجنوب، يربطان بين التاريخ والمستقبل، ويضعان الصعيد في قلب خريطة الجمهورية الجديدة — بمشروع واحد يختصر الزمن، ويزرع الأمل، ويخلق الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى