مجمع بنبان في أسوان

يحول مجمع بنبان الرمال إلى مدينة جديدة من الألواح الشمسية والكيبلات والمحولات، حيث تتخذ المساحات الصحراوية شكلاً مختلفاً يربط التكنولوجيا بالطبيعة ويعكس قدرة مصر على التحول من مستهلك للطاقة إلى منتج رئيسي للطاقة المتجددة.

يتكوّن المجمع من أكثر من 30 محطة فرعية بقدرة إنتاجية إجمالية تتراوح بين 1.5 و1.8 جيجاوات، وتغطي مساحة تقارب 8000 فدان، مما يضع مصر على خريطة الدول الكبرى في إنتاج الطاقة الشمسية.

يمتاز بنبان ببنية تحتية متكاملة تشمل مئات الآلاف من الألواح الشمسية موزعة على التلال الرملية، إضافة إلى محطات تحويل وكابلات عملاقة تنقل الطاقة المنتجة إلى الشبكة القومية للكهرباء.

تتوافر في المشروع أنظمة متابعة ورقابة رقمية متطورة تتيح قياس الأداء وإجراء الصيانة بكفاءة عالية، وهو ما يجعل بنبان نموذجاً عالمياً في التشغيل الذكي لمحطات الطاقة المتجددة.

أثر المشروع والتمويل والتقنيات

يُعزز المشروع مكانة مصر كقوة في قطاع الطاقة المتجددة، حيث يحظى بدعم مؤسسات تمويلية دولية كبرى منذ بدايته، منها البنك الدولي وجهات تمويلية أخرى، ما وفر قروضاً ميسرة وحلولاً تمويلية مبتكرة، كما سُهم نقل الخبرات الفنية والتكنولوجية في سرعة الإنجاز وتطوير القدرات المحلية.

تُترجم هذه الجهود إلى واقع بأن القدرة الإنتاجية للمجمع تساهم يومياً في توليد كهرباء تكفي لتغذية ملايين المنازل، وتساعد في تقليل فاتورة استيراد الوقود الأحفوري، وتحسن أمن الطاقة عبر تنويع المصادر، كما تقلّل الانبعاثات الكربونية بنحو ملايين الأطنان سنوياً.

يمثل بنبان رافعة لتنمية محلية واسعة، حيث يوفر وظائف مباشرة وغير مباشرة ويعزز التنمية في القرى المحيطة عبر تحسين الطرق والبنية التحتية وخدمات الكهرباء والاتصالات.

تشير التوجهات إلى أن مشروع بنبان ينسجم مع رؤية مصر 2030 في تنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، مع هدف أن تصل نسبة الطاقة النظيفة إلى حوالي 42% من الإنتاج بحلول 2035.

بين التحديات التي يواجهها المشروع وجود الليل وقلة أشعة الشمس، وتظهر الحاجة إلى حلول التخزين والربط المحكم مع الشبكة، إضافة إلى تأثيرات بيئية مثل مساحة الأراضي الكبيرة والغبار الصحراوي والحرارة العالية، لكن التطور المستمر في تقنيات التخزين وكفاءة الألواح والإدارة الرقمية يساعد في تحويل هذه التحديات إلى فرص لتحسين الأداء وتكرار التجربة في مواقع أخرى بمصر.