رينال عُويضة تكتب: مصر… شجاعة الموقف وصوت العدالة في قمة الدوحة

 

في قلب الدوحة، اجتمع القادة العرب والمسلمون في قمة استثنائية، حملت على عاتقها همّ الأمة وقضية فلسطين الجريحة. وبين أصواتٍ متعددة، ظل صوت مصر حاضرًا، قويًا، واضحًا، يعكس ثِقَلها التاريخي ومكانتها كحارسٍ للأمن القومي العربي، وضميرٍ يقظ في زمنٍ تعصف به الأزمات.

وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليؤكد أن مصر لا تنظر إلى المشهد باعتباره أزمة عابرة أو صراعًا محدودًا، بل كجرحٍ مفتوح في جسد الأمة العربية. بكلمات حاسمة، دعا إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة، ورفض استهداف المدنيين، مشددًا أن الأمن لا يُبنى على أنقاض الشعوب، وأن الحقوق لا تُمحى بقوة السلاح.

لقد كانت رسالة مصر في القمة صريحة: لا سلام من دون عدالة، ولا استقرار من دون حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يقوم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وهي ذات الرؤية التي تتمسك بها القاهرة منذ عقود، لتبرهن أن المواقف لا تتغير بتغير الحكومات، بل هي عقيدة دولة تأسست على دعم القضايا العادلة.

شجاعة الموقف المصري لا تكمن في الخطاب وحده، بل في الفعل المستمر. فمنذ اندلاع الحرب الأخيرة، حملت مصر على عاتقها مسؤولية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وفتحت قنواتها الدبلوماسية لوقف نزيف الدم. كما كانت القاهرة المحور الرئيس في كل مفاوضات التهدئة السابقة، ويكفي أن نذكر أن العالم بأسره ينتظر الوساطة المصرية حين تتعثر السبل.

في زمنٍ اختلطت فيه الحسابات، ظلّت مصر ثابتة على مبدأها: أن القوة الحقيقية ليست في الحرب، بل في القدرة على صناعة السلام. وهذا ما عبّر عنه الرئيس السيسي حين شدد على أن أمن المنطقة لا يتجزأ، وأن حماية الفلسطينيين ليست خيارًا سياسيًا، بل واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا.

إن ما جرى في الدوحة لم يكن مجرد قمة طارئة، بل محطة جديدة تثبت فيها مصر أنها لم ولن تتخلَّ عن دورها التاريخي. فهي قلب العروبة النابض، وصوت الحكمة في زمن العواصف، ودرع الأمة حين تُهددها الأخطار.

هكذا كانت مصر، وهكذا ستبقى: وطنًا لا يساوم على الحق، ولا يتراجع أمام التحديات، بل يمضي بشجاعةٍ نحو صناعة مستقبل أكثر عدلاً وسلامًا.

#مصر #السيسي #قمة_الدوحة #صوت_العدالة #القضية_الفلسطينية #موقف_مصر #الدبلوماسية_المصرية #الدوحة #رينال_عُويض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى