القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر 2025، مصر تنسق مع السعودية وتركيا وباكستان

القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر 2025، في ظل تصاعد وتيرة التوترات في الشرق الأوسط، وتحول المنطقة إلى بؤرة لتحديات سياسية وأمنية غير مسبوقة، دخلت القاهرة على خط التنسيق الدبلوماسي بشكل فعّال، حيث أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سلسلة من الاتصالات الهاتفية المكثفة مع نظرائه في السعودية وتركيا وباكستان، وذلك في إطار الإعداد والتحضير للقمة العربية الإسلامية الطارئة المقرر عقدها قريباً في العاصمة القطرية الدوحة.
وجاءت هذه التحركات في توقيت حرج إقليميًا، يعكس حرص مصر على توحيد الصفوف وتعزيز التضامن العربي والإسلامي، بما يخدم المصالح المشتركة ويواجه التحديات الآنية والمستقبلية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
عبد العاطي: اتصالات رفيعة المستوى بين مصر ودول إقليمية مؤثرة
أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالات هاتفية مع الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، هاكان فيدان، وزير خارجية الجمهورية التركية، محمد إسحاق دار، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية
هذه الاتصالات تأتي في سياق التشاور والتنسيق المكثف قبيل القمة الطارئة التي دعت إليها عدة دول عربية وإسلامية لمواجهة التطورات المتسارعة في الإقليم، وعلى رأسها القضايا المتعلقة بفلسطين، والملفات الأمنية المعقدة التي تهدد الأمن الجماعي للمنطقة.
تقييم شامل للتحديات السياسية والأمنية الراهنة
خلال المحادثات، تبادل الوزراء الأربعة وجهات النظر حول الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وتطرقوا إلى تقييم دقيق للتطورات الأخيرة، لا سيما تلك المتعلقة بالتصعيد في الأراضي الفلسطينية، والتوترات في البحر الأحمر، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية الأخرى التي تُشكّل مصدر قلق جماعي للدول الإسلامية.
كما ناقشوا سبل التعامل المشترك مع التحديات الجسيمة التي تواجه الدول العربية والإسلامية، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني، وأكدوا على أهمية تعزيز آليات التنسيق في مجالات السياسة الخارجية والدبلوماسية والاقتصاد، بما يعود بالنفع على شعوب المنطقة ويضمن استقرارها على المدى الطويل.
التأكيد على التضامن العربي والإسلامي في هذه المرحلة الحرجة
اتفق الوزراء على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة بين الدول الإسلامية في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة.
وأكدوا أن تضامن الدول العربية والإسلامية بات أكثر أهمية من أي وقت مضى، في ظل التحديات المتزايدة التي تهدد الأمن الإقليمي، وتنعكس سلبًا على مصالح الشعوب.
وشدد المتحدثون على ضرورة وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهة السياسات العدوانية والتدخلات الخارجية، وأهمية بلورة مواقف موحدة داخل أروقة القمة الطارئة، تعبر عن تطلعات الشعوب وتمثل صوتًا قويًا على الساحة الدولية، بالإضافة إلى دعم الحلول السياسية والدبلوماسية للنزاعات القائمة، ورفض أي محاولات لتقويض سيادة الدول أو زعزعة استقرارها الداخلي.
مصر تؤكد دورها المحوري في التنسيق الإقليمي
تعكس هذه التحركات الدبلوماسية الدور الذي تلعبه مصر كمحور إقليمي رئيسي يسعى إلى تهدئة التوترات، ودفع العمل العربي والإسلامي المشترك في اتجاه أكثر تماسكًا وفعالية.
وقد أكدت القاهرة مرارًا أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا من خلال التعاون والتفاهم بين دولها، بعيدًا عن التجاذبات الدولية والمصالح الضيقة.
قمة الدوحة الطارئة… هل تكون نقطة تحول في مسار العمل الإسلامي المشترك؟
تُعد القمة العربية الإسلامية الطارئة المرتقبة في الدوحة محطة محورية لإعادة ترتيب الأولويات ووضع خارطة طريق جديدة للتعامل مع الملفات الساخنة في المنطقة.
ومع تصاعد التنسيق بين عواصم القرار في العالم الإسلامي، يأمل كثيرون أن تكون هذه القمة بداية فعلية لتحرك موحد، قادر على فرض الإرادة السياسية الجماعية في القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأمن الإقليمي، والتنمية المستدامة.
مصر تكثف اتصالاتها مع شركاء إقليميين مؤثرين استعدادًا للقمة الطارئة، بالإضافة إلى أن القمة المرتقبة في الدوحة تمثل فرصة لإعادة إحياء التضامن العربي والإسلامي.