د. سالي صلاح تكتب: ماذا يحدث في المنطقة بعد ضرب قطر ؟

د. سالي صلاح
قائد استراتيجي | خبير التخطيط والتسويق الدولي
مبتكرة حلول النمو وتحول مسارات الشركات في الأسواق المتقلبة

ضمن مشهد متسارع الأحداث، تتحول الدوحة والقاهرة إلى مركزَيْ صدمة واستقطاب إقليميين بعد ضربة إسرائيلية فاشلة على قلب الدوحة لم تستهدف فقط حماس، بل استهدفت مفهوم الحصانة السيادية نفسه.

أطلقت إسرائيل 10 صواريخ على فيلا في الدوحة يُعتقد أن وفد حماس كان يجتمع فيها.
نجا قادة حماس بفضل تحذير استخباراتي مصري-تركي وصل في اللحظات الأخيرة.
تدخل ترامب شخصيًا عبر مكالمة مع نتنياهو منع ضربة ثانية لأن أمريكا لا تريد خسارة قطر في الوقت الحالي.
مصر: من لاعب ثانوي إلى صانع قرار 



عرضت مصر استضافة قيادات حماس ليس بمجرد لفتة إنسانية، بل رسالة سياسية واضحة تقول: “نحن لسنا ساحة خلفية لأحد. أي استهداف لحماس على أرضنا سيكون له ثمن.” هذا التحوّل يعيد تعريف دور مصر في الملف الفلسطيني، من وسيط هادئ إلى لاعب استراتيجي يفرض شروطه.
قطر: الصناديق السيادية ليست للزينة
قطر لم تعد تكتفي بالتنديد، بل هددت بتحريك الصناديق السيادية وإعادة تقييم تحالفها مع واشنطن، في رسالة قوية نحو قوة عظمى. أصول قطر المالية تتجاوز 475 مليار دولار، تستثمرها في أمريكا وأوروبا، وتمتلك القدرة على زعزعة الأسواق لو قررت سحب استثماراتها أو توجيهها نحو الصين وآسيا.
ماذا يعني هذا للمنطقة؟
ضربة الدوحة كانت رسالة لكل الخليج بعدم وجود حصانة لأي دولة، حتى الحليف الأمريكي.
قمة عربية-إسلامية مرتقبة في الدوحة لمحاولة تشكيل جبهة موحدة ضد التصعيد الإسرائيلي.
سيناريو التحالف الجديد بين مصر وقطر وتركيا يعيد رسم خريطة التحالفات في الملف الفلسطيني.

تصعيد إسرائيلي جديد قد يصطدم بخط أحمر عربي حقيقي.
انفصال قطري أمريكي جزئي وتحول استراتيجي نحو الشرق.
مفاوضات خلفية محمومة لإعادة ضبط الإيقاع قبل أن يخرج الموقف عن السيطرة.
التوقع الأقرب (70%) هو هدنة تكتيكية مؤقتة بضغط أمريكي خفي، حيث لن تسمح أمريكا بتفجر الأزمة، وستضغط على إسرائيل لوقف ضربات جديدة على قطر أو عواصم خليجية، وقطر ستستخدم تهديد تحريك صناديقها كورقة ضغط دائمة، ومصر ستستغل الفرصة لتعزيز دورها كوسيط لا غنى عنه وربما تبدأ مفاوضات سرية بين حماس وإسرائيل من أراضيها.
سيناريو التصعيد (25%) يشمل ضربة إسرائيلية جديدة على مصر أو تركيا، والرد المصري سيكون سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، مع احتمال فتح تركيا قواعدها لحماس ومناورات عسكرية مع قطر.
السيناريو الاستراتيجي الطويل (5%) يتحدث عن انقلاب في التحالفات بمشاركة قطر ومصر وتركيا والصين ضد الهيمنة الأمريكية، مع سحب جزئي لاستثمارات قطر من الغرب وتوجهها نحو البنية التحتية الصينية، ومساندة صينية سياسية واضحة.
الخلاصة: المنطقة دخلت مرحلة جديدة لا عودة فيها للوضع السابق. الضربة الإسرائيلية في الدوحة لم تقتل قادة حماس لكنها قتلت فكرة أن إسرائيل يمكنها أن تفعل ما تشاء دون حساب. القادم قد يكون هدوءًا مؤقتًا، ولكن تحت الرماد نار تُبنى، وتحالفات تتغير وأوراق تُعاد خلطها، والمشهد الإقليمي على أبواب إعادة تشكيل جذرية.
