متخفين في زي نساء، القبض على عصابة لتهريب المصريين إلى ليبيا

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لمجموعة من الشباب من محافظة سوهاج، كانوا ينوون دخول دولة ليبيا بطريقة غير شرعية، متخفين بملابس نساء.
ووفق ما جاء في الفيديو، فإنه بعد ضبطهم سألهم أحدهم عن أسمائهم، فقال الأول: “اسمي محمود من سوهاج، والثاني كريم وأيضًا من سوهاج، والثالث علي ومن ذات المحافظة”.

وأظهر الفيديو كيف أن الشباب الثلاثة كانوا متخفين في زي نساء ويرتدون النقاب.

محمود وكريم وعلي من سوهاج شباب لا يتعدى عمرهم الـ22 عاما، اعترفوا خلال الفيديو بأن أحد الأشخاص من مدينة بني غازي الليبية طالبهم بارتداء ملابس حريمي لتهريبهم إلى داخل ليبيا.
عمليات التهريب إلى ليبيا
التهريب إلى ليبيا أو عبرها هو ظاهرة معقدة وواسعة النطاق، تفاقمت بشكل كبير بعد عام 2011 بسبب الفراغ الأمني وانعدام سيطرة الدولة على الحدود. وتُعد ليبيا نقطة عبور رئيسية للعديد من الأنشطة غير المشروعة بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي.
أنواع التهريب الرئيسية
يُمكن تقسيم عمليات التهريب إلى ليبيا إلى عدة أنواع، أبرزها:
تهريب البشر (الهجرة غير النظامية):
تُعد ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة والآسيويين الباحثين عن الوصول إلى أوروبا. تُدير هذه العمليات شبكات إجرامية منظمة تستغل ظروف المهاجرين، وتُخضعهم لمعاناة إنسانية كبيرة، بما في ذلك الابتزاز والتعذيب والاستعباد، قبل محاولة نقلهم عبر البحر المتوسط على متن قوارب متهالكة.
تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية:
بعد سقوط نظام القذافي، انتشرت الأسلحة بشكل واسع في البلاد، مما أدى إلى ازدهار تجارة السلاح غير المشروعة. تُستخدم ليبيا كمركز لتهريب الأسلحة إلى مناطق النزاع الأخرى في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مما يُغذي الصراعات الإقليمية.
تهريب الوقود والسلع:
تُعتبر هذه التجارة مربحة للغاية بسبب الدعم الحكومي للوقود في ليبيا، مما يجعل سعره أقل بكثير من الدول المجاورة. يتم تهريب الوقود إلى تونس ومصر ومالطا، بالإضافة إلى تهريب سلع أخرى مثل السجائر والأجهزة الإلكترونية.
العوامل الرئيسية وراء التهريب
تُسهم عدة عوامل في استمرار وتوسع هذه الأنشطة غير المشروعة:
الفراغ الأمني: غياب سلطة مركزية قوية وضعف القوات الأمنية على الحدود البرية والبحرية، مما يسمح للمهربين بالعمل بحرية نسبية.
الموقع الجغرافي: تُعتبر ليبيا جسراً يربط دول إفريقيا جنوب الصحراء بأوروبا، وهو ما يجعلها وجهة مثالية لمهربي البشر.
الشبكات الإجرامية المنظمة: تُدير هذه الشبكات عمليات التهريب المعقدة وتُنسق مع مجموعات مسلحة وميليشيات محلية لتأمين الطرق والمصالح.
الأوضاع الاقتصادية: يلجأ الكثير من السكان المحليين إلى أعمال التهريب كوسيلة لكسب العيش، خاصةً في المناطق الحدودية النائية التي تعاني من الفقر وغياب فرص العمل.
يُشكل التهريب إلى ليبيا تحديًا أمنياً واقتصادياً وإنسانياً كبيراً، ويتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً لمواجهة شبكاته المعقدة وآثاره المدمرة.