الاقمار الصناعية تكشف دمار 80% من غزة.. وتحديات عسكرية جسيمة في معركة السيطرة

كشف تحليل لصور الأقمار الصناعية أجراه آدي بن نون من مركز نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة العبرية أن نحو 36 ألف مبنى في مدينة غزة تعرضت للتدمير، ما يعادل 80% من المباني التي كانت قائمة قبل بدء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023.
وفقاً للتحليل، فإن الدمار لم يكن متساوياً في جميع أحياء غزة: ووفقاً للتحليل فقد كان الدمار الأكبر، بأحياء الشجاعية (شرق)، النصر (شمال)، ومخيم الشاطئ (غرب) حيث لم يتبقَ سوى نسبة ضئيلة من المباني.
إعلام عبري: صور أقمار صناعية أظهرت أن 80 بالمئة من مدينة غزة مدمر
تدمير جزئي: في حي الرمال (وسط وجنوب)، حي التفاح (شرق)، وأجزاء من المدينة القديمة، يتراوح ما تبقى بين 25% إلى 39% من المباني. نسبة أكبر نسبيًا: منطقة الدرج وسط المدينة، حيث بقي حوالي 40% من المباني.
السيطرة الكاملة على مدينة غزة
يواصل الجيش الإسرائيلي تقدمه نحو السيطرة الكاملة على مدينة غزة، وسط تحديات عسكرية وسياسية كبيرة. الجنود الذين يدخلون المدينة المكتظة سيواجهون ظروفاً قتالية صعبة، تتمثل في: شوارع ضيقة مليئة بالأنقاض، كمائن وأفخاخ متفجرة مجهزة مسبقاً، وشبكة أنفاق واسعة تحت الأرض.
وقال شالوم بن حنان، الباحث الأمني، إن “الدمار الشامل يشكل تحدياً حقيقياً، فالدخول إلى مبانٍ مهدمة يعني مواجهة الأنقاض، المخاطر بانهيار الجدران، وصعوبة في استخدام المعدات الهندسية.”
خطورة الأنفاق وكمائن العدو
وأشار بن حنان إلى أن الأنفاق تحت الأرض تشكل أكبر خطر على الجنود، فهي أكثر تعقيداً وصعوبة في التدمير جواً من المباني نفسها. مضيفاً: “يجب الافتراض بوجود شبكة أنفاق تحت العديد من المباني، مما يزيد من مخاطر الكمائن والعبوات الناسفة.” كما حذر من أن تأخر السيطرة على مناطق معينة يمنح الفصائل فرصة للإعداد والتخطيط بهدوء، مما يصعب مهمة الجيش الإسرائيلي.
ويرى بن حنان أن الطرفين يستعدان لحملة عسكرية حاسمة، “ستكون أشبه بآخر معركة في هذه الحرب، حيث ستبذل حماس كل ما لديها من أسلحة وموارد للدفاع عن المدينة”. وفي هذا الإطار، أقرّت الحكومة الإسرائيلية في 8 أغسطس 2025 خطة تدريجية لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بدءاً من مدينة غزة، بناءً على اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
حصيلة الحرب المدمرة على غزة
منذ انطلاق العمليات العسكرية في 7 أكتوبر 2023، خلفت الحرب أرقاماً كارثية:
62,895 قتيلاً من الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطفال
158,629 جريحاً
أكثر من 9,000 مفقود
مئات آلاف النازحين داخلياً
مجاعة أودت بحياة 313 فلسطينياً بينهم 119 طفلاً
على الرغم من النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية، تواصل إسرائيل حملتها التي تشمل القتل والتجويع والتدمير الواسع، مما جعل من غزة واحدة من أكثر المناطق تدميراً ومعاناة في العالم.