«مدن الكاك كاك»

محمد حسين الجداوي
كاتب ساخر – عضو نقابة الصحفيين – عضو اتحاد الكتاب

 

رحلتنا اليوم إلى «مدن الكاك كاك»، حيث استيقظ المعلم «أبو نمرود»، على هاتف مُزعج من صبيه بمحل الفراخ «الولا معتوه»، يخبره من خلاله بأن أسعار الفراخ ارتفعت فجأة إلى أرقام فلكية، وأن الميزانية المتروكة له بالمحل لن تكفي ثمن قفص واحد من التاجر «أبو ريشة»، خاصةً بعد ارتفاع أسعار العلف وتفطيس الكتاكيت البُني والبرتقالي والـ فوشيا وتهجير باقي ألوان الكتاكيت إلى البلاد المجاورة، وتسفير -اللي عاشوا- لموسم الرياض.
تلفظّ المعلم أبو نمرود بألفاظ -بدون مَرقة-، يوبخ بها معتوه، ويلومه على إزعاجه، مُعقبًا على تلك الواقعة بأنها مُجرد بلبلة وشائعات لا أساس لها من الصحة والسكان، واستكمل نومه حتى العاشرة صباحًا.
ذهب المعلم إلى مقرّ عمله اليومي، ليجد المحل بيهش وينش، والولا معتوه قاعد بيكاكي، وبوجه متجّهم سارع عرفة الديك لينهال بالسب والشتم على صبيه الغلبان: «وديت الزباين فين يا واد يا معتوه أنت؟، ليُجيب في الحال: والله طفشوا من أسعار الفراخ النهاردة يا معلم.. أنا بلّغتك واِنت مجتش!».
اَمسك المعلم بهاتفه ليتصل بكل تجار الدواجن والبيض الأومليت والبيض بالبسطرمة، ليتساءل عن حقيقة تلك المهزلة، ليصدم بأن -طبق البيض- أغلى من طقم الصيني للعروسين، وسعر كيلو الفراخ البيضاء في الطالع، بينما سعر الفراخ الحمراء نار يا حبيبي نار، خاصة بعد فوز الأهلي بالسوبر على حساب الأبيض والسوداني والكاجو والفستق.
في اليوم التالي لتلك الأزمة الطارئة، استيقظ نمرود مبكرًا جدًا، وذهب إلى المحل، وكتب لافتة: «لا هنبيع فراخ ولا حتى بيض أومليت.. هنجيب دُلفها ونقعد في البيت.. ما أنا نمرود زي أبويا!»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى