مصر تستثمر 11 مليار جنيه لإنشاء محطات كهرباء جديدة خلال عام

تخطط الشركة المصرية لنقل الكهرباء، مشغل شبكة الطاقة في البلاد، لضخ استثمارات بقيمة 11 مليار جنيه، بهدف إنشاء محطات كهرباء جديدة، وتقوية البنية التحتية للكابلات الكهربائية في المناطق التي تشهد ضعفاً في الأحمال، على أن تدخل الخدمة قبل صيف 2026، كما كشف مسؤول حكومي لـ”الشرق”.
يأتي ذلك في وقت تواجه في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان ضغطاً متزايداً على الشبكة نتيجة ارتفاع الاستهلاك تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة، والذي تسبب مؤخراً بمشكلات متكررة في الخدمة بعدة مناطق، مثلما حدث بمناطق في الجيزة خلال الشهر الماضي.
المسؤول، الذي اشترط عدم الإفصاح عن هويته نظراً لخصوصية المعومات، أضاف لـ”الشرق” أن الشركة قامت الأسبوع الماضي بإنشاء محطة محولات البدرشين بتكلفة تتجاوز مليار جنيه كمرحلة أولى، ضمن استثمارات تبلغ نحو 11 مليار جنيه. وتستهدف الحكومة المصرية من إنشاء هذه المحطة تأمين التغذية الكهربائية لمناطق البدرشين، والعياط، وأبو النمرس، والحوامدية في محافظة الجيزة، والتي تشهد انقطاعات متكررة في الخدمة خلال موسمي الصيف والشتاء.
خريطة استثمار المبلغ
أما باقي المبلغ المخصص، والبالغ 10 مليارات جنيه، فسيتم ضخه على مراحل متعددة قبل صيف عام 2026 في استثمارات تشمل إنشاء موزعات كهرباء بمناطق منشأة القناطر، والمنوات، وأبو النمرس، والعياط بمحافظة الجيزة أيضاً، والتي تحتاج بشكل عاجل إلى أراضٍ مخصصة لهذا الغرض، إضافةً إلى منطقة هضبة الأهرام والتي بحاجة ملحة لأراضي أكشاك محولات بشكل سريع، بحسب المسؤول الحكومي.
تعرضت عدة مناطق على مستوى البلاد، خاصةً في محافظات القاهرة الكبرى، لموجة انقطاعات كهربائية واسعة خلال الأيام الماضية، استمرت في بعض المناطق لمدة 72 ساعة متواصلة، نتيجة أعطال مفاجئة بمحطات المحولات وتلف بعض الكابلات، بفعل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
أسباب زيادة التكاليف
تتوقع مصر وصول استهلاك الكهرباء إلى 40 ألف ميغاواط يومياً خلال أشهر الصيف. وخصصت الحكومة 75 مليار جنيه لدعم الكهرباء في موازنة 2025-2026، مع زيادة متوقعة 9% في استهلاك الغاز.
تعهد رئيس الوزراء المصري في وقت سابق من العام الجاري بأن يمر صيف 2025 دون انقطاعات في التيار الكهربائي، على عكس ما شهده صيف العام الماضي من أزمات ناتجة عن نقص إمدادات الغاز اللازم لتشغيل محطات التوليد.
كما صرح مسؤول مصري لـ”الشرق” في يوليو الماضي أن مصر تعمل على توفير 20 مليار جنيه لصيانة محطات الكهرباء في العام المالي 2025-2026 بزيادة 67% عن العام المالي الماضي. وأوضح أن “زيادة تكاليف الصيانة ترجع إلى الاعتماد على المازوت والسولار في توليد الكهرباء لفترة كبيرة بسبب نقص الغاز الطبيعي”.
تواجه الشركة المصرية لنقل الكهرباء صعوبات كبيرة في إنشاء محطات محولات بالمناطق التي لا تتوافر بها أراضٍ لإقامة دوائر جديدة، أو بناء محطات خاصة بها، لتخفيف الضغط المتزايد على الشبكة الوطنية للكهرباء خلال أشهر الصيف.