قوات خاصة عراقية تُنهي تدريبها في مدرسة الصاعقة والمظلات المصرية
أنهى فوج من القوات الخاصة العراقية برنامجًا تدريبيًا مكثفًا داخل مدرسة الصاعقة والمظلات المصرية، استمر أربعة أشهر كاملة، منذ منتصف أبريل الماضي، في مشهد يجسد التكامل العربي العسكري ويعكس الدور المحوري لمصر كركيزة أساسية في أمن المنطقة.
ويؤكد هذا التعاون المتواصل أن الجيش المصري، بصفته الأقوى عربيًا والأكثر خبرة قتالية وتنظيمًا، يظل مرجعًا رئيسيًا لتأهيل وإعداد الكوادر العسكرية العربية.
تفاصيل تدريب عناصر الجيش العراقي في الصاعقة المصرية
شارك الفوج الأول من القوات الخاصة العراقية، المنتمي للواء الخامس والستين ضمن تشكيلات فرقة القوات الخاصة الثانية، في دورة متخصصة امتدت لثلاثة أشهر في مجال المظلات، أعقبها شهر كامل في تدريبات الصاعقة.
وقد تلقى المقاتلون تدريبات عملية عالية الكثافة، شملت القفز الحر، والاقتحام، والكمائن، والقتال في بيئات مختلفة، وصولًا إلى عمليات تحرير الرهائن والقتال خلف خطوط العدو.
وبانتهاء هذه الدورة، بات الخريجون مصنفين ضمن قوات المظلات كاختصاص، والصاعقة كصنف قتالي، ما يمنح الجيش العراقي دفعة نوعية في مجال القوات الخاصة.
هذا التدريب يندرج ضمن اتفاقية التعاون الدفاعي بين مصر والعراق، الموقعة منذ عام 2016، والتي شملت استقبال آلاف المتدربين العراقيين داخل المنشآت العسكرية المصرية.
وهو تعاون يعكس الإرادة المشتركة لتعزيز القدرات الدفاعية العربية، ويؤسس لمرحلة جديدة من التنسيق بين بغداد والقاهرة.
خطط عراقية لتطوير القوات الخاصة
يتزامن انتهاء الدورة مع شروع الجيش العراقي في تشكيل فرقة قوات خاصة جديدة تضم أربعة ألوية، بينها لواء مظلي يُرتقب أن يستفيد من الخبرات المصرية في التأهيل.
كما يبدي العراق اهتمامًا بالحصول على المدرعات المصرية “تمساح” و”فهد”، في خطوة تشير إلى سعي بغداد لتعزيز قدراتها التسليحية عبر الشراكة مع الصناعات الحربية المصرية.
مصر مدرسة قتالية لتأهيل الجيوش
يمثل انتهاء تدريب الفوج العراقي في مصر أكثر من مجرد برنامج تأهيل؛ فهو رسالة استراتيجية تؤكد أن مصر لم تعد فقط قوة عسكرية وطنية، بل باتت مدرسة قتالية عربية لتأهيل جيوش المنطقة.
تدريبات الصاعقة المصرية تُعرف بصرامتها وقسوتها، وقد اكتسبت سمعة إقليمية ودولية باعتبارها واحدة من أصعب برامج الإعداد القتالي في العالم.
واستيعاب القوات العراقية لهذه الخبرات يرفع من كفاءتها في مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية المعقدة التي يمر بها العراق.
كما أن التعاون بين القاهرة وبغداد يبعث برسالة واضحة مفادها أن الأمن العربي لا يمكن أن يتحقق إلا بالتكامل العسكري، وأن مصر بما تمتلكه من قوة عسكرية وتنظيمية تبقى في موقع القيادة والمرجعية.
