ياولدي : هذا عمك إدريس !!

بقلم الكاتب الكبير – مأمون الشناوي
طيّب ، هل أتاك – ياولدي – نبأ عمك الصول { أحمد إدريس } ، الجنوبي النوبي الجميل – وعلي فكره ، النوبة هي فاكهة مصر ، لِمَن يعرفها – هذا الصول الذي تطوع في سلاح حرس الحدود ، جعل { السادات } يدخل في نوبة ضحك هستيري ، لمدة ربع ساعة متصلة ، حتي كاد يستلقي علي ظهره ، ويقع البايب من فمه !!.
وهذا الصول هو الذي جعل { موشي ديان } وزير الدفاع الصهيوني ، يخبط رأسه في جدار الدبابة الباتريوت الأمريكية ، حتي كاد يفقد عقله !!.
لماذا ؟!!.
لاحظ { السادات } أن كل الرسائل بين الوحدات العسكرية ، وكلمات السر ، مكشوفة للعدو الاسرائيلي إلي حد كبير ، مهما تم تغييرها ، وتعقيد شفرتها ، فكان لابد من البحث عن شفرة لايفكها العدو !!.
ماالعمل إذن ، كلف { السادات } قادة الجيوش بالبحث عن طريقة لعلاج هذا الخلل المُخيف ، والذي يمكن أن تفشل الحرب بسببه ، وتدرج التكليف حتي وصل إلي وحدة عمنا الصول { أحمد إدريس } ، الذي قال لقائد وحدته بعفوية وتلقائية مُدهشة : ( طَيّب يافندم ، مانُرطن بالنوبي ) !!.
الله اكبر ، وكأنه وحيّ من السماء هبط علي قلب هذا النوبي النقي ( نُرطن بالنوبي ) ، ولِمَّ لا ، وهذه اللغة النوبية تُنطَق ولا تُكتَب ، ولا يتقنها إلا أهلها ، التقط قائد الوحدة الفكرة العبقرية ، وكأنه عثر علي كنز ثمين ، وهل هناك أغلي من إنقاذ الوطن ، وسارع بنقلها إلي { السادات } رأساً !!.
فوجئ { عم إدريس } بنفسه مُقيداً في السلاسل – كنوع من التمويه – وحملوه إلي الرئيس { السادات } ، الذي استمع إليه وهو غارق في الضحك ؛ فقد تأكد { السادات } ساعتها أن [ الله بالغ أمره ] ، وأنه [ لايعلم جنود ربك إلا هو ] ، وأن وعد الله بالنصر حق ، وأن الصول { إدريس } واحد من هؤلاء الجنود والملائكة المُسخرين لاستجلاب النصر ، الذي كان !!.
وتم استخدام اللغة النوبية ، كشفرة بين قواتنا خلال حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ م !!.
وقد داخت المخابرات الإسرائيلية السبع دوخات ، ومعها كل المخابرات المعادية ، علي أن يفكوا كلمة [ ساع آوي ] النوبية ، أتاري معناها [ الساعة اتنين ] ، أو كلمة [ أوشريا ] أتاري معناها [ اضرب ] ، وهي من أكثر الكلمات استخداماً كشفرة إبان المواجهة مع العدو !!.
وعليه ، فلك أن تتيقن – ياولدي – أن هذا الوطن أعظم مافيه ناسه ، فهم درعه ومِتراسه ، وحُماته وحُرّاسه ، ساعة الجد ، يفدون ترابه إذا ما العِدا داسه !!.