مأمون الشناوي يكتب:  الكنز !! *

[( لأول مرة أطلب من أصدقائي مشاركة المقال علي أوسع نطاق ؛ إكراماً لهذا العالم العبقري العظيم ، وحتي يعرفه الجميع .. رجاءً )]
لولا هذا الشاب ، ماقامت حرب أكتوبر المجيدة !!.
ذات مساء في صيف عام ٢٠١٠ م ، اصطدمت سيارة { عصام الحضري } حارس مرمي منتخب مصر بسيارة بطل قصتنا ، ذلك العالم المجهول وقتها وربما حتي الآن ، علي طريق المنصة بالقاهرة ، وراحت الناس تطيب خاطر لاعب الكرة المشهور ، مُتجاهلةً بطلنا ، بل وتحمله مسؤولية خطأ التصادم ، وتطلب العفو له من الحارس الهمام ، وهي لا تدري أن هذا العظيم لولاه لما جرؤ السادات علي اتخاذ قرار الحرب – وفق ماقاله السادات نفسه – وبالتالي ما تحررت سيناء ربما حتي اليوم !!.
والبداية ، عندما قرر { السادات } طرد الخبراء الروس عام ١٩٧٢ م ، والذي ترتب عليه تقاعس السوفييت في تزويد مصر بالسلاح ، حتي تلك الصفقات التي تم الاتفاق عليها سلفاً ، منها – مثلاً – إطارات الطائرات التي يتحتم استبدالها بعد عدد مُعيّن من الطلعات الجوية ، مما هدد بانخفاض كفاءة القوات الجوية المصرية ، حتي تصل إلى الصفر ، لولا كفاءة الطيارين المصريين الذين استطاعوا تجاوز ذلك باحترافيتهم المعهودة !!.
أما الكارثة الحقيقية ، فكانت في الصواريخ ؛ حيث أوقف السوفييت تزويد مصر بوقودها ، مما يحتم توقفها عن العمل تماماً ، وعدم فاعلية حائط الصواريخ وشلّ وجوده وخروجه من الخدمة ، فتصبح سماوات مصر مفتوحة أمام الطيران الصهيوني يصول فيها ويجول ، وذلك معناه إلغاء فكرة الحرب من أساسها !!.
واتجه اللواء { محمد علي فهمي } قائد قوات الدفاع الجوي إلى علماء مصر في سرية تامة ، عارضاً عليهم الأمر الكارثي ، فكان أن تصدي للمشكلة الدكتور الشاب {{ محمود يوسف سعادة }} !!.
إنكب بطلنا الرائع علي الدراسة والبحث ، حتي نجح في خلال ( شهر واحد ) في استخلاص ٢٤٠ لتراً من وقود الصواريخ المطلوب !!.
ليس هذا وفقط ، وإنما الأخطر أنه استطاع – بعبقريته العلمية الفذة وبوازع من حسه الوطني وإدراكه لخطورة الموقف – استطاع أن يفكّ شفرة مكونات الوقود إلى عناصره الأساسية ، وجنّ جنون السوفييت !!.
وعلي الفور تم استيراد تلك العناصر من عدة دول متفرقة للتمويه ، وليتم صناعة وقود الصواريخ في مصر وتصبح جاهزة للحرب بفضل عبقرية هذا الشاب العظيم ، والذي رحل عنا في الثامن والعشرين من ديسمبر عام ٢٠١١ م في صمتٍ مُطبق ، والذي قال له السادات وقتها : ( الآن أستطيع أن أتخذ قرار الحرب مُطمئناً ) !!.
بالمناسبة ، كم من شعبنا يعرف الدكتور {{ محمود يوسف سعادة }} ، وكم منه يعرف الكابتن { عصام الحضري } ، وكم مرة تناول الإعلام سيرة كل منهما ، سؤال مني غير برئ تماماً !!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى