بعد 18 عامًا من الصمت.. تقنية عصبية تعيد القدرة على الكلام لسيدة كندية

استعادت الكندية آن جونسون، البالغة من العمر 48 عامًا، قدرتها على التحدث مجددًا بعد 18 عامًا من الصمت، وذلك بفضل واجهة عصبية مبتكرة تربط الدماغ بالحاسوب، طوّرها علماء من جامعتي كاليفورنيا في بيركلي وسان فرانسيسكو.

وتأتي هذه الخطوة كجزء من مشروع بحثي يهدف إلى إعادة القدرة على الكلام للأشخاص المصابين بشلل حاد نتيجة إصابات دماغية.

كيف تعمل الواجهة العصبية الجديدة؟
بدأت آن جونسون المشاركة في المشروع عام 2022، حيث جرى تثبيت مجموعة من الأقطاب الكهربائية فوق المنطقة المسؤولة عن النطق في الدماغ لقراءة النشاط العصبي عند محاولتها التحدث، ثم يقوم الذكاء الاصطناعي بتحويل هذه الإشارات إلى نص مكتوب أو صوت مركب أو حتى صورة رمزية متحركة تحاكي ملامحها.

ولجعل الصوت قريبًا من طبيعتها، اعتمد العلماء على تسجيل صوتها خلال خطاب زفافها عام 2004، ما أضفى واقعية ودفئًا على النتيجة النهائية.

من ثوانٍ إلى لحظات.. تسريع الاستجابة الصوتية
في المراحل الأولى، كان النظام يعاني من تأخير يصل إلى 8 ثوانٍ بين نية الكلام وبث الصوت، إلا أن الباحثين تمكنوا في عام 2025 من تطوير تقنية بث شبه فورية تقلص الفارق إلى نحو ثانية واحدة فقط، ما يجعل التجربة أكثر انسيابية وقريبة من المحادثة الطبيعية، ويمثل ذلك تقدمًا تكنولوجيًا مهمًا نحو التطبيق العملي.

مستقبل التقنية.. واقعية أكبر وسهولة في الاستخدام
يخطط الفريق البحثي لاستخدام غرسات لاسلكية وصور رمزية ثلاثية الأبعاد فائقة الواقعية، إضافة إلى تطوير نظام “التوصيل الفوري” الذي يتيح تشغيل التقنية بسهولة في العيادات الطبية، مما يفتح الباب أمام تطبيقات واسعة لمساعدة المرضى على استعادة قدرتهم على التواصل.

وفي سياق آخر، في حادثة طبية مثيرة للجدل بالولايات المتحدة، دخل رجل أمريكي يبلغ من العمر 60 عامًا إلى المستشفى بعد تعرضه لتسمم نادر، نتيجة اتباعه نصيحة طبية خاطئة حصل عليها من روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي ChatGPT.

تسمم خطير بسبب ChatGPT
الرجل استبدل ملح الطعام بمادة كيميائية تُستخدم عادة في تنظيف أحواض السباحة، ما أدى إلى إصابته بأعراض خطيرة، شملت هلوسة وبارانويا وطفحًا جلديًا، وفق ما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، واستندت فيه إلى تقرير نُشر في الدورية الطبية Annals of Internal Medicine.

نصيحة قاتلة من التطبيق
بدأت القصة حين قرر الرجل تقليل استهلاك الصوديوم في نظامه الغذائي، فلجأ إلى ChatGPT للحصول على بديل “صحي” لملح الطعام (كلوريد الصوديوم)، فنصحه التطبيق باستخدام بروميد الصوديوم، وهي مادة سامة لم تعد تُستخدم في المنتجات الطبية، بل تقتصر على تنظيف المسابح.

اللافت أن ChatGPT لم يُرفق أي تحذير من مخاطر هذه المادة أو آثارها الجانبية المحتملة على الصحة العامة.

ثلاثة أسابيع من الهلوسة
بعد استخدامه المادة لعدة أيام، بدأت تظهر على الرجل أعراض التسمم الحاد بالبروم، والتي شملت:

هلوسات بصرية وسمعية
جنون ارتياب (بارانويا)
طفح جلدي وغثيان
اضطرابات نفسية حادة دون تاريخ مرضي مسبق
ووصل إلى قسم الطوارئ وهو يعتقد بأن جاره يحاول تسميمه، ما دفع الأطباء لإجراء سلسلة من الفحوصات لتشخيص حالته.

الأطباء يختبرون ChatGPT
دفع الحادث الفريق الطبي إلى اختبار ChatGPT بشكل مباشر، ليكتشفوا أن التطبيق لا يزال يوصي ببروميد الصوديوم كبديل غذائي دون أي إشارة إلى سُميته، مما يشكل خطرًا مباشرًا على السلامة العامة في حال اعتماد المستخدمين على هذه النصائح دون تحقق.

ووصف التقرير هذه الواقعة بأنها “نموذج مقلق” لما قد يؤدي إليه الاعتماد غير المدروس على الذكاء الاصطناعي في المسائل الطبية.

حوادث مشابهة في السابق
ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد سبق أن ارتكب روبوت دردشة تابع لشركة جوجل خطأً مماثلاً العام الماضي، حين نصح مستخدمًا بـ”أكل الصخور” لتحسين الصحة، في استناد غير دقيق إلى موقع ساخر على الإنترنت.

تحديثات OpenAI وتحذير رسمي
من جهتها، أكدت شركة OpenAI المطوّرة لتطبيق ChatGPT، في بيان حديث، أن النسخة الجديدة GPT-5 أصبحت أكثر دقة فيما يخص المعلومات الطبية، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن مخرجات الذكاء الاصطناعي لا يمكن اعتبارها بديلًا عن الاستشارة الطبية المتخصصة.

تحذير من آثار نفسية
وفي تعليقه على الحادث، حذر الأخصائي النفسي الإكلينيكي بول لوسوف من الاعتماد المفرط على روبوتات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن ذلك قد يساهم في ضعف التواصل البشري، ويزيد من حدة الأعراض النفسية لدى بعض الفئات، لا سيما المصابين بالقلق، الاكتئاب، أو اضطرابات مثل الفصام.

وأضاف لوسوف أن الاعتماد على نصوص تقنية قد يُعرّض الأفراد لسوء الفهم أو التفسير الخاطئ، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج صحية ونفسية خطيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى