الدكتورة هبة إسماعيل تكتب : المواجهة

 

حادث الواحات… صدمة كشفت ما اعتدناه بصمت ، ليس الأول ولن يكون الأخير ، إن لم نواجه الحقيقة.
ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مضايقات في الشوارع والمنتجعات… لكن هذه المرة تحولت إلى *حادث أليم*.
ربما القدر شاء أن يُسلط الضوء الآن، ليكشف تراكمات قديمة من *تساهل، وتطبيع، وتجاهل متعمد* لمشاهد سلبية كثيرة اعتدنا عليها، بل واعتبرناها “طبيعية”.
نحن لم نصدم من الحادث… بل من انعكاس أنفسنا فيه ، فالمشهد لم يكن استثناء، بل تكرار لمواقف نراها يوميًا…
لكننا تجاهلناها حتى أصبحت مألوفة، وسكتنا عنها حتى ظننا أنها لا تستحق الوقوف عندها،
بل وربما مارسها البعض منا دون أن يعي أنها إساءة مكتملة الأركان.
إن كنت ترى أن مشهد الواحات هو الأفظع… فدعني أذكّرك بأن هناك ما هو *أكثر فزعًا*:
تحرشات خفية، ضغوط إجبارية، تجاوزات لفظية وسلوكية تحدث كل يوم…
لكنها لا تُوثق بكاميرا، ولا تُختم بحادث.
ربما يكون هذا الحادث هو *الناقص ليكتمل الوعي*،
لكي نُدرك أن الخطأ إذا لم يُردع في مهده… كبر، وتمادى، وتحول إلى فاجعة.
الواقع المؤلم أننا *قبلنا، سكتنا، ثم اعتدنا… ثم عممنا*.
فإن أردنا مستقبلًا أفضل، فلتكن هذه الحادثة نقطة تصحيح، لا مجرد صدمة موسمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى