مأمون الشناوي يكتب: ابحثوا عن الشعراوي وأم كلثوم !!

قيل أن الرئيس كلف أو أوصي أو وجه واحداً من رجال إعلامنا ، بالتجوال في ربوع مصر ، وحواريها وأزقتها ونجوعها وكفورها ، للبحث عن نماذج عبقرية مثل الشيخ الشعراوي وكوكب الشرق أم كلثوم ، بعدما جف النبع ، ونضب البئر !!.
وبدايةً ، فإن التاريخ لايكرر موهبة مرتين أبدا ، ولا أحد يشبه غيره ؛ لأن الله خلق نماذج من البشر لا تتكرر ولا تُعاد ، ولا تشبه بعضها ، حتي التوائم بينهم اختلافات كثيرة !!.
كما أن المواهب لاتأتي بأمر رئاسي ، ولا بتكليف ، ولا فرمان ، وإنما تُتاح لها الظروف ، ويتوفر لها المناخ ، والتربة الخصيبة ، فتنبت مثل شجرة تمتد جذورها في الأرض ، وترتفع أغصانها وفروعها في السماء ، إذا ما توافرت لها الرعاية والاهتمام !!.
الشعراوي وأم كلثوم وطه حسين والعقاد وشوقي والسنباطي وزويل ومجدي يعقوب ومحمد غنيم ، وغيرهم ، نماذج استثنائية يصعب بل يستحيل تكرارها !!.
لكننا إذا أردنا العثور علي مواهب ، في شتي المجالات ، علينا أن ننسف سدين أخطر علي مصر من سد إثيوبيا : الفساد ، والتوريث !!.
الفساد الذممي والأخلاقي ، والرشوة والمحسوبية ، والشللية والأنانية ، كنت دائماً أتساءل في قرارة نفسي ، أليس في مصر أحد عشر لاعباً في كرة القدم من مائة مليون ، يمثلون هذا البلد العظيم في المحافل الدولية ، لكنه الفساد المعشش في اتحاد الكرة ، والرياضة بشكل عام !!.
والتوريث ، فقد صار طبيعياً أن يكون ابن الفنان فناناً ، وابن لاعب الكرة لاعب كرة ، كما أصبح ابن المذيع مذيعاً ، وابن الصحفي صحفياً ، وابن المستشار مستشاراً ، ولم نتعجب حين سمعنا وزيراً يقول علي الهواء ، بأنه لايليق أن يكون ابن الزبال مستشاراً !!.
أقول للأخ المسلماني ، المكلف باللف والدوران في القري والعزب والنجوع ، لا تتعب نفسك ، ولا تضيعوا وقت مصر وأموالها ، في تلك الأفكار الغير مجدية !!.
لكن ، حاربوا الفساد ، كما حاربتم الإرهاب ، وامنعوا التوريث ولو بقانون مُلزم يصدره البرلمان ، ساعتها ، سوف تُفتح الشرايين المنغلقة بعشرات الجلطات ، ويتدفق الدم النقي إلي باقي أعضاء الجسم ، هذا الدم هو أبناء مصر من الموهوبين والعباقرة ، وفي شتي المجالات ، وأزعم أنهم بالملايين !!.
وعلي الله قصد السبيل !!.
* مأمون الشناوي *