إسرائيل تدفع المنطقة إلى الهاوية


هند جاد

أعلنت الحكومة الإسرائيلية خلال الأيام الماضية.. خطتها لاحتلال قطاع غزة بالكامل فى انتهاك واضح ومعلن للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية.
الخطة الإسرائيلية تكرس سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة فى انعكاس حقيقى للاحتلال الذى يستمر فى ارتكاب أبشع الانتهاكات بحق الشعب الفلسطينى بدون أى تحفظات لقرارات مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة ال تؤكد عدم شرعية السيطرة الإسرائيلية على الأراضى المحتلة.

هذه الخطة تضيف المزيد فى سجل الاحتلال الحافل بالجرائم الإنسانية التى تشكل تجاوزا لاتفاقية جنيف التى تلزم الاحتلال الإسرائيلى بحماية المدنيين. يواجه سكان قطاع غزة خطر سياسة العقاب الجماعى، والتدمير الممنهج للبنية التحتية الأساسية. هذا السلوك العدوانى يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

الخطة الإسرائيلية ليست مجرد خطة عسكرية، بل هى خطة متكاملة تهدف إلى إبادة الفلسطينيين فى قطاع غزة. الحصار المفروض يضغط على منع دخول المساعدات الإنسانية والطبية، واستهداف المدنيين وخاصة المرأة والأطفال فى سبيل تجويع السكان وكسر إرادتهم. هذه الإجراءات تمثل تطبيقا عمليا للتهجير القسرى، وهو ما يقع تحت طائلة تجريم القانون الدولى الإنسانى.

الخطة الإسرائيلية لاحتلال غزة بالكامل ستفتح الباب لموجة جديدة من العنف، ومع تفاقم أزمات اللاجئين بشكل واسع النطاق، مما سيتسبب فى ضغوطا غير مسبوقة على دول الجوار، ويدفع المنطقة إلى حافة الانفجار الإقليمى.

تنفيذ هذه الخطة تمثل تحديا صارخا لمكانة الأمم المتحدة وميثاقها، كما تضع المجتمع الدولى كله أمام لحظة اختبار، إما التحرك لوقف الاحتلال ومحاسبته، أو ترك المنطقة تغرق فى متاهة الفوضى الخلاقة.

حق الشعب الفلسطينى فى الأرض والسيادة غير قابل للتنازل أو السقوط بالتقادم. وهنا يبرز الدور المصرى بثقله السياسى والتاريخى كفاعل رئيسى فى الجهود الرامية لوقف ضياع المنطقة فى المجهول. التحركات المصرية على المستويين السياسى والدبلوماسى تتمسك بوقف النزيف الإنسانى فى غزة، ومنع اتساع رقعة الصراع والصدام، والحفاظ على استقرار الإقليم وسلامته.

المتوقع من تنفيذ الخطة الإسرائيلية هى سلسلة متتالية من النتائج الكارثية، ويمكن تلخيصها فى:
1- انهيار كامل للبنية التحتية فى قطاع غزة للمستشفيات، وشبكات المياه، والكهرباء.
2- تفاقم الأزمة الإنسانية الفلسطينية مع ارتفاع معدلات الجوع والمرض والنزوح.
3- تصاعد عزلة إسرائيل دوليا وزيادة الضغوط السياسية والاقتصادية عليها.
4- تصاعد المقاومة المسلحة والشعبية لحركة حماس وغيرها من الفصائل بما قد يفتح جبهات مواجهة جديدة.
5- توقع اتساع الصراع على مستوى الإقليم ليشمل أطرافا أخرى متأثرة بعدم الاستقرار.

من الآخر..
خطة احتلال قطاع غزة بالكامل ليست مجرد إجراء عسكرى، بل فعليا هى إعلان حالة حرب شاملة على الشعب الفلسطينى وانتهاك قواعد القانون الدولى الإنسانى. وهى اختبار حقيقى لإرادة المجتمع الدولى الذى طالما روج الدفاع عن حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى