الشيوخ.. صفعة على وجه الإخوان

بقلم – هند جاد
فى وقت تصاعدت فيه الدعوات المشبوهة والتشكيك المغرض من الداخل والخارج، استطاعت الدولة المصرية أن تثبت فى لحظة حرجة من التاريخ السياسى المصرى، مدى قوتها وقدرتها على فرض إرادتها الوطنية، عبر تنظيم انتخابات مجلس الشيوخ فى موعدها بنجاح يحسب لها على المستويين السياسى والأمنى، رغم كل محاولات التشويش والتخريب التى استهدفت وحدة مصر واستقرار مؤسساتها.
تعالت الأصوات المشككة فى إمكانية إتمام اجراءات انتخابات مجلس الشيوخ منذ الإعلان عن موعد عقدها.. مبررة ذلك بحجج واهية تتعلق بالأوضاع الإقليمية، والاحتقان السياسى، والظروف الاقتصادية العالمية. غير أن القراءة المتأنية لتلك الدعوات.. تؤكد أن ما خططوا له فعلياً هو استهداف تعطيل المسار السياسى الطبيعى فى مصر، عبر إضعاف والتشكيك فى أحد أهم مؤسسات الدولة التشريعية. ولكن مصر، بقيادتها ومؤسساتها القوية، تسير فى طريقها بلا التفات إلى المتآمرين.
إتمام انتخابات مجلس الشيوخ، لم يكن مجرد ممارسة ديمقراطية معتادة، بل كانت رسالة واضحة بأن الدولة المصرية لا تخضع للضغوط، ولا ترضخ لأن يفرض عليها سيناريو من الخارج. لقد استعدت مؤسسات الدولة المصرية.. بداية من الإجراءات الأمنية المحكمة، ومروراً بالتنظيم اللوجستى المدروس، وصولاً إلى المشاركة الشعبية المعبرة عن وعى عام يتجاوز كل محاولات التشكيك والتخويف والتضليل.
المفارقة، أنه رغم نجاح عقد الانتخابات، قامت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية كالمعتاد بالخروج من أوكارها لتمارس هوايتها المفضلة فى العبث باسم الدين والتحريض باسم السياسة. وجدنا الدعوة إلى التظاهر أمام السفارة المصرية فى دول العالم، وهو ما جدث فى تل أبيب.. لتؤكد مرة أخرى وجهها الحقيقى لهذه المفتقد لكل بوصلة وطنية، فسقطت فى مستنقع التناقض والازدواجية والعمالة.
هل من المنطقى أن من يدعو للتظاهر فى تل أبيب هو نفسه المعارض للتطبيع؟ وهل من المنطقى فتح باب الهجوم من داخل عاصمة الاحتلال، بينما يزعم الدفاع عن الوطن؟!
لقد كشفتهم أفعالهم قبل كلماتهم وتصريحاتهم. إن اختيار تل أبيب كمكان للتظاهر ضد مصر، ليس صدفة، بل قرار يعكس حجم المؤامرة الإخوانية فى مشروعات مشبوهة تستهدف إضعاف مصر من الداخل وتشويه صورتها فى الخارج. أن مثل تلك المحاولة الفاشلة.. لم تجد صدى حتى فى الأوساط الدولية التى أصبحت ترى جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.. ككيان بدون تأثير فعلى. فالشعب المصرى، الذى خرج فى 30 يونيو وأسقط مشروعهم الظلامى، لا يمكن أن ينخدع مجدداً بالشعارات الزائفة.
راهن البعض على الفوضى، وعلى تعطيل عقد الاستحقاقات السياسية والدستورية، والحقيقة أنهم خسروا الرهان. واليوم، فى ظل إجراء انتخابات مجلس الشيوخ بنجاح، تكون الدولة المصرية قد وجهت رسالة قوية لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الشعب، رسالة تؤكد أن مؤسسات الدولة تعمل، والإرادة الوطنية لا تكسر. لم ترد مصر على الحملات المشبوهة بالشعارات أو التصريحات النارية، بل ترد بالموقف السياسى المدروس، وبالنجاح الملموس على الأرض.
نقطة ومن أول الصبر..
عقد انتخابات مجلس الشيوخ فى هذا التوقيت، وبهذا المستوى من التنظيم، ليس مجرد حدث انتخابى، بل هو إنجاز وطنى فائق الأهمية استراتيجياً وقانونياً ولوجيستياً. انجاز يؤكد أن مصر قادرة على حماية مؤسساتها، وتفعيل دستورها، ومواصلة مسيرة البناء رغم كل التحديات. أما الإخوان ومن يدور فى فلكهم، فقد أصبحوا خارج التاريخ، وخارج المعادلة الوطنية.
أثبتت مصر أن الدولة القوية لا تبتز، وأن سيادتها لا تخضع للمساومة، وأن صوت مواطنيها عبر صناديق الانتخابات هو أقوى رد على كل حملات التشكيك والتشويه