لاتطفئ روحا”… اتكل على نية الوفاء

بقلم الاعلامية – صفاء مهنا
لدي صديقة جميلة بمثابة الأخت ،تمتلك الماكس من الصدق والأخلاق والعطاء والطاقة،روحها متقدة دائما لاتبخل على من يتعامل معها لا بنصيحة أو عمل صادق ..صديقتي هذه تجمعني معها ذكريات سنوات من العمل في الشأن العام وأشهر من العمل على إعداد الاستبيانات وتفريغها بكل دقة وإعداد الدراسات بناء عليها..تغيرت الظروف على كلينا فرقتنا الظروف وبقي الوفاء والتواصل والاطمئنان يجمعنا لسنوات طويلة ،في كل تواصل كان هناك حنين لسنوات مضت بالرغم من أنها لم تمر برفاهية أو راحة بالعكس تماما كانت تحتاج لجهد كبير حتى خارج أوقات العمل ولطالما وجهنا اللوم لأنفسنا على اختيارنا لمجال يتطلب تفكيرا”وجهدا”على مدار الوقت ,وكل هذا الجهد لم يستطع ان يجعل طاقة أم تاج تخف أو تخبو،على مدار سنوات بقي التواصل قائما، لم تخبو أيضا”المودة ولاالصدق والوفاء لسنين مضت ،نطمئن ،نتحدث ، في ظروف الحياة في السياسة الاقتصاد أحوال البلاد والأصدقاء وصولا للون الشعر والملابس وأبرة البوتوكس، منذ فترة ليست ببعيدة، تغيرت صديقتي وباتت تمر أيام دون رد منها على الرسائل والاتصالات ،قلت في نفسي ليست من عوايدها ،لكن ربما تمر بمرحلة من ضغط العمل وكثرة المسؤوليات إلى أن وصلتني رسالة من ابنتها تاج تقول:والدتي ليست بخير تمر بظروف نفسية سيئة أشعر وكأن روحها انطفأت.
أصبت بالصدمة والذهول للوهلة الأولى كيف لسيدة مليئة بالطاقة والقدرة على العطاء أن تنطفئ ،فهي من تجاوزت ظروفا قاسية ،وساعدت الكثيرين على تجاوز محطات اليأس ؟
الجواب :إنها الوعود الكاذبة لمرات متتالية!!
نعم للوعود الكاذبة تأثير عميق وأحيانا مدمر على الأشخاص ، فتجعلهم عاجزين عن بناء علاقات صحية ومستدامة، تشعرهم بفقدان الثقة ، لأنها تخلق آمالا كبيرة ، وعندما لايتم الوفاء بها يشعر الشخص بالخيبة والخذلان ويصل لمرحلة عدم القدرة على التحكم ,تتدهور علاقاته مع الآخرين لأنه يشعر بالخيانة والغضب ،
لذلك علينا المحاولة أن نكون صادقين في وعودنا ، وأن نتحمل المسؤولية عن كلماتنا وأفعالنا كي لانكون سببا في إطفاء شخص يعيش على ضوءه عائلات كاملة ،وكما يقال :إنما الأعمال بالنيات لابد وأن تتصدرها نية الوفاء ..حاول جاهدا ألا تطفئ روحا ..اتكل على نية الوفاء