بين القائمة والقيمة: كيف يصنع وعي الناخب برلمانًا أفضل؟

 

بقلم عبير العربي

في كل دورة انتخابية، يتجدد السؤال الجوهري: هل نختار من ينجح ضمن القائمة السياسية، أم نختار من يستحق حقًا بقيمة وطنية وأخلاقية؟
بين “القائمة” التي تمثل ترتيبًا سياسيًا تنظيميًا، و”القيمة”التي هي مقياس الكفاءة، الأمانة، والإخلاص، يقف الناخب على مفترق طريق، إما أن يُفرز برلمانًا يعكس تمثيلًا حقيقيًا للشعب، أو يقبع في قبضة وجوه لا أدوار لها سوى شغل المقاعد.

فالفرق بين القائمة والقيمة، يتجاوز الشكل إلى الجوهر، فالقائمة ليست سوى إطار تنظيمي، لكن القيمة هي المقياس الذي يرتكز عليه اختيار من يستحق البرلمان من أهل الدراية والرؤية الواضحة لخدمة الوطن.

لذا، على الناخب أن يتحرك بوعي كامل؛ فبرلماننا مرآة مجتمعنا، وإن تكوّنت هذه المرآة من مصالح ضيقة، فإن انعكاسها سيغدو غير فعال، فالناخب الواعي لا يسأل فقط: “من الأقرب لفوز حزبه؟” بل يتساءل بتمعن: “من الأجدر بخدمة المجتمع؟

كيف يصنع وعي الناخب؟

يبدأ بوعي المواطن بأن صوته أمانة، ليست مجاملة أو زينة، بحيث يبحث في سيرة المرشحين بعيون واعية، لا مكتفية بالأوهام الشعاراتية.
ويطالب بالشفافية والشرح الواضح، لا بالوعود المكررة التي تذهب مع الريح ، ويُدرك أن البرلمان هو أداة تشريع ورقابة، لا منصة للتظاهر أو استجلاب المنافع الشخصية.

دور الإعلام والتعليم والتنشئة الوطنية.

لن يكون برلمان قوي دون أن يغرس الوعي الديمقراطي في أعماق الناخبين منذ الصغر؛ عبر المدرسة والبيت، وبمساهمة إعلامية تنويرية تركز على أداء النواب الفعلي وليس على الصور الجميلة والدعايات الفارغة، فالقائمة هي وسط الطريق، والقيمة هي الغاية المنشودة.

وأخيرا، سنبني برلمانًا أفضل عندما ننتخب بعقولنا وأفكارنا لا بعواطفنا وهواجسنا، حين تتحول القوائم إلى أدوات ، وحين نمنح أصواتنا لمن يملكون قيمة حقيقية تضيء درب الوطن، لا لمن يحتلون مقاعد شاغرة بوجوه لا أثر لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى