«سوازى وأم خالد وأم مكة» لما تتحول البيوت لساحة تيك توك!

بقلم: ميرال المنصوري

القاهرة – أغسطس ٢٠٢٥

زمان كان يقال: «ما يحدث داخل البيت يفضل داخل البيت» لكن دلوقتي في زمن تيك توك، بقت البيوت كتاب مفتوح لكل حد معه موبايل ومافيش مثال أوضح من قصة «سوازى الأردنية» اللي كسرت حاجز «الخصوصية» وبدأت تشتم أبوها قدام ملايين!

من هي سوازى؟ وإيه اللي عملته؟
سوازى بنت أردنية عندها جمهور كبير على تيك توك. معروفة بفيديوهاتها الخفيفة والضحك والمقالب لحد ما فجأة طلعت لايف، وبدأت تشتم أبوها بألفاظ صادمة. الموضوع اتطور من فضفضة لهجوم علني. كلمة جابت كلمة، والفيديوهات انتشرت واتقصقصت وبقت لقطة الترند الأولى.
في ساعات اتحوّل التيك توك لمجلس فضايح. الكل بيتكلم:
ليه بنت تشتم أبوها قدام الناس؟
فين الأهل؟
إزاي يوصلنا السوشيال لمشهد زي ده؟

وأم خالد وأم مكة؟
وسط ما سوازى شغالة، ظهرت خيوط جرّت معاها «أم خالد» و«أم مكة» اتنين من أشهر الأسماء النسائية اللي بيقدموا محتوى أمومة ونصائح. فجأة بقوا جزء من اللعبة: فيديوهات قديمة طلعت، ردود متبادلة، تجريح واتهامات بالتمثيل والمتاجرة بالمشاعر كل واحدة منهم بقت تدافع عن اسمها وسط طوفان تعليقات و«لايفات» بتزيد النار نار!

تيك توك اتدخل؟ إيه موضوع الحظر؟
بعد ما الترند بقى أكبر من السيطرة، إدارة تيك توك بدأت تشطب فيديوهات، وتقفل لايفات، وتحجب مقاطع معينة. ناس كتير اتكلمت إن في حسابات اتقفلت، وناس تانية رجعت بحسابات بديلة، وفيديوهات «الشتم والردح» اتسربت واتنقلت ليوتيوب وفيسبوك.
واللي يتابع يشوف إن الحظر بقى أداة شكلية لأن الخوارزميات بتحب الفضايح، وكل ممنوع مرغوب.

ليه الناس بتتفرّج؟
السؤال اللي لازم نسأله: ليه الملايين تابعوا سوازى وهي بتشتم أبوها؟ وليه بقينا بندوس شير من غير ما نسأل نفسنا: إزاي ممكن كلمة قدام الكاميرا تهد بيوت وتشوه سمعة وتربّي جيل فاكر إن الشهرة تجيبها تبيع أي حاجة حتى أغلى حاجة الأهل!

مش أول مرة ومش هتكون الأخيرة
أزمة سوازى وأم خالد وأم مكة مش حالة فردية كل شوية هنسمع عن حد باع أسراره مقابل لايك وشير ومع كل فضيحة، الناس بتقول: «إحنا بنتسلى» بس الحقيقة إن إحنا جزء من المشكلة. إحنا اللي بنقوي التريند ونخليه يطفو فوق أي حاجة مفيدة.

زمان كان العيب يكسّر البيت لو خرج للشارع دلوقتي العيب بيتصور HD ويتقص ويركب ويتباع إعلان. المشكلة مش بس في اللي طلع شتم أبوه، ولا اللي كشف أسرار بيته، ولا اللي بيقلّب على فضيحة جديدة المشكلة فينا كلنا
تريند زي ده مفروض يفوقنا:
إحنا إيه اللي بنتفرّج عليه؟
وإزاي نخلّي التيك توك وسيلة حياة مش مسرح فضايح؟
والأهم إزاي نعلّم عيالنا إن حدود البيت تفضل باب مقفول مش بث مباشر؟

كلمة أخيرة
في زمن الترند، الشرف والستر بقى ليه سعر وأرخص سعره «لايك» و«شير»
سوازى شتمت أبوها قدام الناس، وناس صوّرت أهلها وطلعت أسرار بيوت كاملة عشان تلم مشاهدات.
لكن الحقيقة الأكبر إن إحنا اللي بنربي الترند ده ونكبره، بنشارك ونعلّق ونضحك وننسى إن بكرة ممكن نكون إحنا اللي صورنا بيتنا من غير ما نحس.
احفظوا بيوتكم من الكاميرا قبل ما تحفظوها من الغُربة والزمان.
والستر مش زرار «Delete» لما نغلط.
الستر باب مقفول ومفتاحه في تربيتنا إحنا لأولادنا
الترند هيموت بس سمعتك عمرها ما هتموت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى