الاعلامية صفاء مهنا تكتب: لعنة الإقصاء ..خانة الخسائر

 

س:هذا وقد بلغت الخسائر…!! تتراوح أعدادها وحجمها….!!!

باتت هذه العبارات ومايعادلها, الأكثر ترددا” وتداولا” ,ليس في النشرات والمواقع الإخبارية فقط ,بل في أحاديثنا اليومية.. ولازالت أيامنا تتراوح حول هول وحجم الخسائر, بشرية كانت مادية أم معنوية..هول هذا المشهد في أرضنا فاق حجم حتى التخيل فكاد يدخلنا في متاهة الصدمة تارة، والعجز والتخبط تارة أخرى ..

بالفعل يمر عداد يومياتنا على وقع الخسائر, حيث توثق في تلك الخانة العشرات وربما أكثر تختلف فقط بحجمها ونوعها ..باتت قريبة وملازمة بالعين المجردة نراها ، وبطباع لن تعتاد عليها ،بالرغم من تحولها لحدث يشبه في ديمومته ماكنا نقوم به بشكل يومي ، كالعمل والزيارات وتبادل الآراء والأفكار( على اختلافها) وحتى زيارة الطبيب وربما احتلت مكان ماسبق فبدلت أحوالنا وأعمالنا ومجتمعنا وحتى علاقاتنا ..هذه التي كانت بعيدة جدا قبل سنوات نشاهدها فقط عبر الشاشات أونسمع عنها عبر أثير الموجات البعيدة إلى ان ارتفع مؤشر قربها وخطرها ..!!!لماذا ؟وماهي تداعياتها ؟ وهل نستطيع تجاوزها ؟

في معرض الإجابة على لماذا؟ تتعدد الأسباب التي أدت إلى هذا الحجم من الخسائر والذي قد يصل لخسارة وطن وتعايش وهوية جامعة تكاد أن تتحول إلى هوية قاتلة خشية تحولها من عامل للوحدة والقوة والبناء والانتماء إلى أداة لنبذ الآخر وإقصاءه..فالهوية أكبر من مجرد وثيقه لوحدة الأفراد ولاتختصر أو تقتصر على عرق أو طائفة كل منها تقصي الأخرى وتشيطنها ..تتخذ من الاقصاء وسيلة وأداة ونموذج فيتحول الأفراد والاطراف من شركاء في الهوية والوطن والبناء والمصير إلى العكس،شركاء في الخراب والخسائر وبالنظر إلى هذه النتيجة هل بالفعل تستحق..!!أو نستحق كل هذا الخراب؟

أما عن إمكانية تفاديها وبالنظر للنتائج والمعطيات وعن هوية هذه الأرض وتنوع أبناءها وحضاراتها فإننا نستطيع بتقبل الآخر والاعتراف بحقه في وطنه وأرضه ..نستطيع بلغة العقل والتقبل لابلعنة الإقصاء ..لنحاول مستقبلنا واستقرارنا يستحق المحاولة..والسلام.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى