رانا على تكتب: الإعلام مش مسرح عبث: إلى أين نمضي؟

في وقت بنواجه فيه تحديات مجتمعية حقيقية، من تعليم مهدد، وصحة مأزومة، ووعي محتاج تعزيز، بيطل علينا الإعلام أحيانًا بمشاهد ومحتوى يخلينا نسأل: هو ده فعلاً الدور المطلوب؟
المشهد اللي شوفناه مؤخرًا من استضافة شخصيات زي “أم سجدة” أو “أم مكة” على شاشات البرامج، مش بس مستفز، ده كمان بيطرح علامات استفهام كبيرة حوالين المعايير اللي بيتم اختيار الضيوف بيها، والمحتوى اللي بيتقدم للجمهور. هل أصبحت الشهرة اللحظية على السوشيال ميديا سبب كافٍ لاعتبار شخص “رمز” أو “قدوة”؟ وهل مجرد تفاعل الناس معاهم بيأهلهم للظهور الإعلامي؟
اللي حصل من مشادة بين مذيعة وضيفة ما هو إلا انعكاس لفقدان البوصلة، وسقوط المسؤولية في قاع المشاهدات والـ”ترند”.
الحب حرية شخصية، عايز تتابع حد؟ تابع، حب، دعم. لكن إننا نُفرض علينا كجمهور شخصيات لا تمت للوعي ولا للقيم العامة بصلة؟ ده تجاوز ما ينفعش نسكت عليه.
الإعلام مش وسيلة ترفيه عبثي، ولا ساحة لمعارك شخصية، ولا مكان للترويج للسطحية والغرابة. الإعلام أداة تنوير، ومنبر توعية، ومسؤولية مجتمعية كبيرة.
والأخطر من ده كله، إن إحنا كمشاهدين بقينا جزء من المشكلة. التفاعل، المشاهدة، المشاركة، هما الوقود اللي بيغذي النوع ده من المحتوى. فزي ما بنلوم المذيع أو البرنامج، لازم كمان نراجع إحنا بنشوف إيه، وندعم مين، ونعمل تريند لمين.
اللي بيحصل مش مجرد “اختلاف أذواق”، ده تدمير بطيء للوعي الجمعي.
المطلوب؟
مراجعة.
مساءلة.
وعي.
والأهم من ده كله: وقفة حقيقية من صُنّاع الإعلام والجمهور على حد سواء.
كفاية عبث