الأردن ومصر والسعودية وفلسطين القضية

د. حازم قشوع
عندما تُذكر مرحلة العدوان على غزة فى التاريخ سيشهد كاتب التاريخ عليها ويقول لولا صمود الشعب الفلسطيني وبسالته في الدفاع عن ارضه لما تحقق عنوان الانتصار، ولولا موقف مصر الصامد والرافض للتهجير لما بقي الفلسطيني دون تهجير بالرغم كل الاستفزازات التي تعرض لها الجيش المصرى على الحدود، لكنه ابى الا ان يساند الشعب الفلسطيني بعمليات نوعية نفذتها المخابرات المصرية على كل الأصعدة الميدانية والانسانية السائده، و لما استمر هذا الصمود ولولا سياسة الأردن الثابتة الداعمة للحق الفلسطيني، لما استطاع الشعب الفلسطيني أن يحافظ على منجزاته في الضفة وحماية مقاومته المشروعة فى قطاع غزه ضمن غطاءات دبلوماسيه قاده الملك عبدالله والأردن في المحافل الدولية، واخذ يبينها باعتباره مركزا رئيسا للاغاثة الانسانية والحاضنه الشعبيه الداعمة للقضية الفلسطينية، عندما وقفت عمان وقفة عز مع غزة العزة لتحقق بذلك ثابت النصرة الشعبية في كل المدن العالميه، ولولا الموقف السعودي الرافض للتطبيع دون أن يقرن بالدولة الفلسطينية لما تحققت هذه النصرة لصالح فلسطين الدولة فى المحافل الدولية، والتي أخذت فيها فلسطين تقوم على تسييل نضالات الشعب الفلسطيني سياسيا مع أمواج النصرة لصالح الدولة التي أخذت تشكل حاله مع إطلاق المبادرة الفرنسية السعودية في نصرة حل الدولتين، والاعتراف بفلسطين الدولة والهويه.
وهي المعطيات التي جعلت من الأردن ومصر والسعودية يتم استهدافها بشكل مباشر عبر قيام جهات مشبوهة بالتشكيك بمواقفها وبيان قادتها، لكن ظروف التشكيك هذه ومناخات الاتهامية قبلها الاردن بمزيد من الدعم لغزة ومزيد من العناية بالقضية الفلسطينية، لأن الأردن كما مصر والسعودية مهما تعرضت لهجمات ستبقى تنشد انشوده فلسطين قضية العرب المركزية مهما تعرضت هذه الدول من حملات تشكيك ظالمه على موقفها وسياستها، فإن الموقف الثابت والانجاز الدبلوماسي الكبير الحاصل والتغير فى المزاج الدولي البائن أخذ ينحاز لقضية العرب السلمية ويبتعد عن العدوانية والتطرف والغلو الذى يمثلها معول الهدم الاسرائيلي.
وهى الحالة التى أوصلت الجميع لدرجة التباين الحاد بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة بإطار المناورات الدبلوماسية الجارية بين واشنطن حيث بيت القرار الأمريكي، ونيويورك حيث بيت القرار الأممي، وهو ذات التباين الذي أخذ يبين بذات السياق عن عودة النظام العربي لمكانته بعد فترة سبات طويلة بقيادة اردنيه مصريه سعوديه هذه المرة، بعدما أخذت تعزف سيمفونية باستقلالية قرار عن المحاور الإقليمية الايرانيه والتركيه … وهذا ما يمكن مشاهدته فى اروقة الامم المتحدة مع عودة النظام العربي الى مسرح الاحداث الدبلوماسية عبر مبادرة “حل الدولتين” التى تستهدف ثلاث أهداف رئيسية:
حيث يمثلها فى المقام الأول حماية الشعب الفلسطيني على أرضه برفض التهجير والترحيل ووقف العدوان وتجميد الاستيطان، وفي المقام الثاني تبينه مسألة حماية مشروعه السياسي بإقامة الدولة عبر الانتقال بهويته السياسية الأممية من مكانة دولة مراقب الى منزله دولة عامله فى الامم المتحده، وأما العنوان الآخر فإنه يشكله عنوان الاعمار وبناء المؤسسات الفلسطينية في إطار الحاضنة العربية، وهذا ما تبينه أهمية الإصلاحات السياسية التي تشرعن على إنجازها الدولة الفلسطينية.
ولعل هذه الأهداف حين تحقيقها ونحن على مسافة قريبة منها ستشكل فاصل تاريخي للقضية الفلسطينية، وسيقوم كاتب التاريخ بتسجيلها بخطوط عريضة لصالح بناء الدولة الفلسطينية بمشاركة مصريه وسعوديه واردنيه هاشميه ستشكل في مجملها خير رد على كل مناخات التشكيك والاتهاميه التي طالت عودة النظام العربي وعودة فلسطين إلى سكة الدولة وبناء المنجز، وهذا ما يمكن تتويجه فى “قمة عربية” تعقد لهذه الغاية وسط هذه الفاصلة التاريخية التي أخذت ما تعيد النظام العربي الى منزلته ومكانته.