” تسعة وستون ” عامًا على تأميم قناة السويس

د. غادة محفوظ – حزب الجبهة الوطنية
تمر اليوم تسعة وستون عامًا على قرار وطني خالد، أعاد لمصر سيادتها على أهم شريان مائي في العالم، قرار تأميم قناة السويس الذي أعلنه الزعيم جمال عبد الناصر في السادس والعشرين من يوليو عام 1956، والذي ما زال حتى اليوم علامة فارقة في تاريخ النضال الوطني.
إن قناة السويس لم تكن يومًا مجرد مجرى ملاحي، بل كانت ولا تزال شريانًا استراتيجيًا عالميًا، يربط الشرق بالغرب، ويضع مصر في قلب حركة التجارة والطاقة والأمن البحري. ومكانتها هذه لم تزدها السنوات إلا أهمية، خاصة في ظل التغيرات المتسارعة على الساحة الدولية والصراعات الجيوسياسية التي أعادت رسم خريطة النفوذ والمصالح.
ومع دخول العالم في مرحلة معقدة من الصراعات الاقتصادية والملاحية، تصبح قناة السويس أكثر من ممر مائي… إنها ورقة سيادية وقومية تمس الأمن القومي المصري مباشرة.
لكن، ومع الذكرى، لا بد من وقفة واعية أمام حجم التحديات الكبرى التي تواجهها مصر اليوم. من استهداف مباشر لمقدّراتها، إلى محاولات التأثير على قراراتها السيادية، مرورًا بتقلبات إقليمية تهدّد الأمن والاستقرار.
في ظل هذا المشهد المضطرب، تُثبت القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، قدرة استثنائية على إدارة ملفات الدولة بكفاءة سياسية واقتصادية وأمنية. من تطوير محور قناة السويس، إلى حماية خطوط الملاحة، إلى بناء علاقات خارجية متوازنة تحفظ لمصر كلمتها ومكانتها.
ومن موقعنا في حزب الجبهة الوطنية، نؤكد أن دعم القيادة الوطنية واجب وطني لا يقل قدسية عن ذكرى التأميم، وأن الحفاظ على وحدة الصف هو السلاح الحقيقي لمواجهة كل تهديد.
اليوم نُحيي إرث عبد الناصر، ونؤمن بحكمة القيادة، ونراهن على وعي الشعب.
لأن الوطن لا يُحفظ بالشعارات، بل بالوعي والالتفاف والعمل الدائم.
المجد لمصر…
والخلود لقرارات صنعت تاريخها،
والولاء لقيادة تعرف الطريق وتحمل الأمانة.
د. غادة محفوظ
حزب الجبهة الوطنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى