تكريم علمي مستحق: سعادة وزيرة الدولة للتعاون الدولي مريم بنت علي المسند تنال درجة الدكتوراه من جامعة الحسن الثاني بالمغرب

د. ميرفت ابراهيم

 

في إنجاز علمي يعكس عمق التزامها بالمعرفة والمسؤولية الوطنية، نالت سعادة وزيرة الدولة للتعاون الدولي في دولة قطر، السيدة مريم بنت علي المسند، درجة الدكتوراه في الإدارة العامة من جامعة الحسن الثاني بالمملكة المغربية، إحدى أعرق مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي والإفريقي.

ويعد هذا الإنجاز العلمي امتدادًا طبيعيًا لمسيرة مهنية حافلة بالعطاء والبصمة المتميزة، حيث عُرفت سعادتها بكفاءتها القيادية، ورؤيتها الإنسانية، ودورها الريادي في دعم قضايا التنمية المستدامة والتعاون الدولي، وبخاصة ما يتصل بتمكين الإنسان، وتعزيز الشمول، ودعم الفئات الأكثر ضعفًا.

امرأة قيادية برؤية إنسانية

لقد أثبتت سعادة الوزيرة، عبر مختلف مواقعها، قدرة المرأة القطرية على الجمع بين القيادة والإبداع الأكاديمي، وبين العمل الميداني والدبلوماسية المؤثرة، في وقت يتطلب من صناع القرار أن يكونوا ملمين بأدق التفاصيل العلمية والمنهجيات الحديثة في الإدارة العامة. وهو ما تجسد بوضوح في أطروحتها للدكتوراه، التي تناولت موضوعات متقدمة تتصل بالحكومة الرشيدة، وفعالية الأداء المؤسسي، وأساليب تعزيز الكفاءة والشفافية في القطاع العام.

ووفقًا لتصنيف QS العالمي، تُعد جامعة الحسن الثاني من الجامعات المرموقة في المغرب، وتستقطب عددًا من الباحثين والقيادات من مختلف الدول العربية لما تقدمه من بيئة علمية محفزة، وجودة بحثية عالية [QS World University Rankings, 2024].

تأصيل علمي يعزز السياسات

المعرفة التي قدمتها سعادة الوزيرة عبر أطروحتها، لا تندرج فقط في الإطار الأكاديمي، بل تمثل مرجعًا يمكن الاستناد إليه في تطوير السياسات الحكومية، خاصة في ظل التحولات الإدارية والتحول الرقمي الذي تشهده المؤسسات العامة. إذ جمعت سعادتها بين البعد النظري المتين والخبرة العملية الواسعة، وهي توليفة نادرة تسهم في إحداث تغيير حقيقي في واقع الإدارة الحكومية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة ضمن أجندة 2030 [UN Sustainable Development Goals].

مساهمات محلية ودولية

لم تكن سعادة مريم المسند يومًا بعيدة عن هموم الناس وقضاياهم؛ فقد عُرفت بدورها الفاعل في ملفات تمكين المرأة والطفل وذوي الإعاقة، وكان لها حضور قوي في المنصات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، حيث مثلت قطر خير تمثيل، وساهمت في صياغة مبادرات إنسانية شاملة، ترتكز على العدالة، والتعليم، والرعاية الاجتماعية.

كما تولّت سعادتها في وقت سابق إدارة “مؤسسة التعليم فوق الجميع”، التي تقودها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وساهمت في تعزيز فرص التعليم لأكثر من 10 ملايين طفل حول العالم [Education Above All Foundation, 2023].

تكريم مستحق

إن نيل سعادتها لدرجة الدكتوراه، ليس مجرد تتويج لمسيرة شخصية، بل هو تكريم للمرأة القطرية، ولنهج دولة قطر في دعم الكفاءات النسائية وتمكينها من الإسهام الفعّال في جميع مجالات التنمية. ففي كل مرحلة من حياتها، أثبتت سعادة الوزيرة أن العلم والمعرفة أساس النجاح المستدام، وأن القيادة الحقيقية تبدأ من الوعي العميق، وتنتهي بخدمة الإنسان أينما كان.

ختامًا، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات التهنئة والتقدير لسعادة الوزيرة مريم بنت علي المسند على هذا الاستحقاق العلمي المشرّف، سائلين الله أن يبارك في عطائها، ويزيدها رفعة وتأثيرًا، وأن تبقى دائمًا قدوة مضيئة للمرأة العربية، ورمزًا وطنيًا يُحتذى به.

المصادر:
1. QS World University Rankings – Hassan II University, Morocco. www.topuniversities.com
2. United Nations Sustainable Development Goals – Goal 16: Peace, Justice and Strong Institutions. www.un.org/sustainabledevelopment/peace-justice/
3. Education Above All Foundation Annual Report 2023. www.educationaboveall.org

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى