جاء ذلك خلال حوار خاص أجرته قناة “النيل للأخبار” مع الوزير، بعد عودته من جولة دبلوماسية ناجحة شملت ست دول أفريقية، حيث أعرب عن سعادته بنتائج هذه الزيارات، التي عكست عمق العلاقات الثنائية واهتمام مصر المتواصل بأمن وتنمية القارة السمراء.

مصر نموذج تنموي

وقال بدر عبد العاطي: “مصر اليوم تعد من الدول الرائدة على المستوى القاري في مجالات التقدم التكنولوجي والتنمية المستدامة، ونسعى دائمًا لمشاركة هذه التجارب مع أشقائنا الأفارقة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بمد جسور التعاون الحقيقي والفعّال”.

وأشار بدر عبد العاطي إلى أن مصر ليست فقط متقدمة في الملفات الاقتصادية والتنموية، بل تلعب دورًا محوريًا في دعم استقرار وأمن الدول الأفريقية، من خلال العمل الثنائي أو في إطار المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي.

جولة أفريقية ناجحة

وحول تفاصيل جولته الأخيرة، أوضح بدر عبد العاطي أنها شملت ست دول أفريقية ذات أهمية استراتيجية، وشهدت مناقشات مثمرة مع رؤساء وزراء ووزراء خارجية وعدد من المسؤولين الأفارقة، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون في ملفات التعليم، والطاقة، والزراعة، ونقل التكنولوجيا، والتدريب الفني.

وأكد بدر عبد العاطي أن هذه اللقاءات عكست روحًا جديدة من التفاهم المتبادل، مشيرًا إلى أن العديد من القيادات الأفريقية الشابة أبدت حماسة كبيرة لتطوير الشراكات مع مصر والاستفادة من تجربتها في التنمية.

أفريقيا ترفض الاستغلال

وشدد بدر عبد العاطي على أن المرحلة الراهنة تشهد تحولًا كبيرًا في الرؤية الأفريقية تجاه العلاقات الاقتصادية، قائلًا: “القيادات الشابة في القارة لم ولن تقبل بعد الآن أن يتم استغلال ثروات بلادها من طرف واحد، دون أن تعود بالفائدة على الشعوب الأفريقية”.

وأوضح بدر عبد العاطي أن هذه الصحوة السياسية والاقتصادية تفتح الباب أمام شراكات عادلة ومتوازنة، تقوم على مبدأ المنفعة المتبادلة واحترام السيادة الوطنية لكل دولة، مؤكدًا أن مصر تساند هذا التوجه بقوة.

توجه استراتيجي مصري

واختتم بدر عبد العاطي حديثه بالتأكيد على أن أفريقيا تأتي في قلب السياسة الخارجية المصرية، وأن القاهرة تعمل بجد على بناء جسور التعاون في كل المجالات، من خلال الدبلوماسية النشطة، والمبادرات المشتركة، والدعم الفني واللوجيستي.

وأشار بدر عبد العاطي إلى أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة في التنسيق الثنائي ومتعدد الأطراف مع الدول الأفريقية، بما يخدم تطلعات القارة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.