ترامب يدعو لتصعيد الحرب في غزة: “حان وقت إنهاء المهمة”

 

في تطور لافت للموقف الأمريكي من الحرب في غزة، دعا الرئيس دونالد ترامب، إسرائيل إلى تصعيد عملياتها العسكرية ضد حركة “حماس”، مؤكداً أن الوقت قد حان لـ”إنهاء المهمة”، وذلك بعد سحب وفد بلاده المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة، وسط اتهامات للحركة بعدم التصرف بـ”حسن نية”.

وقال ترامب، قبيل مغادرته إلى اسكتلندا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، إن “حماس لا تريد السلام، بل تسعى إلى الموت، وهذا أمر سيئ للغاية”، مضيفًا: “لقد وصلنا إلى نقطة لا بد فيها من إنهاء المهمة”، بحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن”.

تشاؤم أمريكي وتوتر إقليمي
تصريحات ترامب جاءت وسط تعثّر جديد في محادثات التهدئة، والتي كانت في مراحلها النهائية بحسب بعض التقديرات، وبينما يرى مراقبون أن تصريحات ترامب قد تعكس انهيارًا فعليًا في المسار التفاوضي، يعتبرها آخرون مناورة تكتيكية تهدف إلى الضغط على حركة “حماس” وتحريك المياه الراكدة.

في المقابل، عبّر مسؤولون أمريكيون عن إحباطهم من الجمود المستمر، مع تأكيدهم أن ترامب لن يمارس ضغوطًا إضافية على إسرائيل لتخفيف حملتها العسكرية المستمرة منذ 21 شهرًا، رغم تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والتي دفعت مسؤولًا أمميًا مؤخرًا لوصف سكان القطاع بأنهم “جثث متحركة”.

توتر في العلاقة مع نتنياهو
الرئيس الأمريكي لم يُخفِ استياءه من نتائج محادثاته الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا إياها بـ”المخيبة للآمال”، وقال عن الحملة العسكرية الإسرائيلية: “سيضطرون للقتال، سيتعين عليهم تطهير المنطقة والتخلص منهم”، في إشارة إلى حماس.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن فشل ترامب في تحقيق اختراق يُنهي الصراع، رغم الجهود التي بذلها طَوال الأشهر الماضية، وهو ما يُعد انتكاسة لمساعيه لنيل جائزة نوبل للسلام، التي لطالما سعى إليها من خلال وساطات متعددة، سواء في أوكرانيا أو غزة.

مفاوضات لم تنتهِ بعد
ورغم الانسحاب الأمريكي من مفاوضات الدوحة، شدد مسؤول إسرائيلي كبير لـ”سي إن إن” على أن “المفاوضات لم تنهَر إطلاقًا”، مشيرًا إلى إمكانية استئنافها قريبًا، ولفت إلى أن التصريحات الأخيرة تهدف إلى إعادة “حماس” إلى طاولة التفاوض بشروط أكثر واقعية.

وفي السياق ذاته، أعربت مصر وقطر، في بيان مشترك، عن استمرارهما في جهود الوساطة، واعتبرتا تعليق المفاوضات “أمرًا طبيعيًا ضمن عملية تفاوض معقّدة”، وأكدتا عزمهما على دفع الأطراف مجددًا نحو اتفاق وقف دائم لإطلاق النار.

نقاط الخلاف مستمرة
وأوضح مصدر مطلع على المفاوضات أن الخلافات الجوهرية لا تزال قائمة، وتتركز حول قضايا مثل إنهاء الحرب بشكل دائم، وتوقيت إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في غزة، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الرهائن الإسرائيليين.

وقال ترامب إن “حماس تعلم ما الذي سيحدث بعد إطلاق آخر الرهائن، ولهذا لا تريد إبرام اتفاق”، متبنيًا في ذلك نفس الموقف الذي أبلغه نتنياهو له خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض، بحسب ما كشفه مسؤول أمريكي.

لا جدول زمني واضح
ورغم هذا التوتر، ما زال بعض المسؤولين في واشنطن يأملون في أن تؤدي لهجة ترامب القاسية، إلى جانب انسحاب المبعوث الأمريكي ويتكوف، إلى دفع “حماس” لإعادة النظر في مواقفها، لكن الانسحاب الأمريكي من الدوحة أحدث صدمة في أروقة التفاوض، ووصفه مصدر مطلع بـ”الزلزال الهائل”.

وعلّقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، على التطورات قائلة: “ما زلنا نؤمن بأن جهود ترامب وويتكوف ستُثمر في النهاية”، لكنها امتنعت عن تقديم أي جدول زمني للمفاوضات أو توضيح مسارها المقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى