علاء عابد يكتب : رجال الشرطة.. عيون الوطن الساهرة

في عالمٍ يموج بالاضطرابات، ويعلو فيه صوت الفوضى في كثير من الأرجاء، تبقى مصر – رغم كل التحديات – واحة أمن وأمان واستقرار، بفضل الله أولًا، ثم بفضل سياسة الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي، ومؤسساتها الصلبة وعلى رأسها جهاز الشرطة المصرية، الذي يُجسد واحدة من أعرق المؤسسات الأمنية في المنطقة وأكثرها تماسكًا وخبرة ووطنية.
منذ اللحظة الأولى لتوليه المسؤولية، آمن الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن الأمن هو أساس البناء، والاستقرار هو المفتاح لكل تنمية ونجاح، فكانت توجيهاته واضحة: لا تهاون مع الإرهاب، لا تساهل مع الفوضى، ولا حياد عن حماية المواطن وفرض هيبة الدولة بالقانون. ومن هنا انطلقت معركة الجيش والشرطة، لحماية أرض الكنانة من عدوٍ خفيٍ غادرٍ، ظنًّا منه أن بمقدوره تركيع هذا الوطن.
لكنّ رجال وزارة الداخلية كانوا له بالمرصاد. لم يتراجعوا، لم يرتبكوا، بل مضوا في طريقهم رافعين شعار: إما النصر أو الشهادة.
لقد شهدت مصر خلال العقد الأخير أعنف موجات الإرهاب وأكثرها تطورًا وتخطيطًا، بدءًا من تفجيرات الكنائس، مرورًا بمحاولات اغتيال القيادات، وليس انتهاءً بعمليات إرهابية نوعية استهدفت المنشآت والمواطنين على السواء. ورغم قسوة المعركة، لم تهتز عقيدة وزارة الداخلية، بل طورت أدواتها، واستخدمت التكنولوجيا الحديثة، ونفذت الضربات الاستباقية باحترافيةٍ أشاد بها القاصي والداني.
ولن ينس المصريون كيف تحوّلت معاقل الإرهاب في سيناء، وفي بعض مناطق الدلتا والصعيد، إلى بؤر منهارة، بعد أن داهمتها القوات الأمنية بدقة وبسالة وشجاعة، وحطمت أوهام الإرهابيين وخططهم، وعرّت كل من يدعمهم ويقف من ورائهم، سواء من جماعات إرهابية أو دول معادية.
كل ذلك تم بدعم مباشر من الرئيس السيسي، الذي لم يتردد يومًا في زيارة رجال الشرطة المصابين، ولم تغب عنه لحظة دموع أهالي الشهداء، فكان يواسيهم، ويعدهم بأن دماء أبنائهم لن تذهب هدرًا، وأن مصر لا تنس أبناءها أبدا.
واليوم، ينعم المواطن بالأمان في بيته، ويسير بلا خوف أو وجل، ويحتفل بأعياده في الكنيسة أو المسجد بأمان، لأنه يعلم أن خلف الكواليس رجال، يسهرون على راحته.
وقدّمت الشرطة – وما تزال – قوافل من الشهداء، من الجنود إلى الضباط، في سبيل الدفاع عن تراب هذا الوطن. كل شهيد هو قصة بطولة ووسام لكل مواطن حر شريف وسجل ناصع من الوطنية لا ينتهي.
ولأن الأمن ليس فقط مواجهة السلاح، بل أيضًا حرب على الفكر المتطرف، فإن وزارة الداخلية، وبتوجيهات رئاسية، خاضت أيضًا معارك من نوع آخر: تفكيك الخلايا النائمة، ومحاربة تمويل الإرهاب، ومواجهة التطرف الرقمي والفكري، والتنسيق مع المؤسسات الدينية والتعليمية لتجفيف منابع التطرف والعنف قبل أن تتكون.
إننا أمام جهاز أمني عريق، يقوده رجال يؤمنون برسالتهم، ويستمدون شرعيتهم من محبة الشعب، وثقة القيادة، وإيمانهم بأن الوطن لا يُحمى إلا بالتضحيات العظيمة.
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أقف احتراماً لرجال الشرطة الأبطال. وكلما اشتدت العواصف، ندرك أن مصر محروسة بعين الله، ثم برجال لا ينامون، وقيادة لا تتهاون مع الإرهاب وكل ما يمس مصر من أخطار.
تحية من القلب لكل من حمل السلاح ليحمي وطنه، تحية لشهدائنا الذين مضوا في صمت، فأنقذوا وطنًا بأكمله. وتحية لقيادةٍ آمنت بأن الأمن ليس خيارًا، بل حقٌ لكل مواطن، وضرورة لبقاء الوطن عاليًا، شامخًا، آمنًا.