الصين تتهم دولاً أجنبية بسرقة المعادن النادرة

اتهمت وكالة الاستخبارات في الصين وكالات استخبارات أجنبية بسرقة المعادن الأرضية النادرة الخاضعة للقيود، وجددت عزمها على كبح التهريب، رغم موافقة بكين على إعادة النظر في طلبات لتصدير المورد الصناعي الحيوي بعد محادثات تجارية مع الولايات المتحدة.
أشارت وزارة أمن الدولة في الصين إلى أن هناك جهات أجنبية تهرب هذه المواد دون ذكر أي دولة صراحةً.
تنظر بكين إلى هذه المعادن باعتبارها أصلاً استراتيجياً، كما استخدمتها كورقة مُساومة في المفاوضات على الرسوم الجمركية مع واشنطن.
تهريب المعادن الأرضية النادرة
قالت الوزارة في منشور على منصة “وي تشات” الجمعة: “خلال الأعوام الماضية، حاولت وكالات التجسس والاستخبارات الأجنبية وعملاؤها التواطؤ مع خارجين عن القانون في البلاد وتحريضهم على سرقة مواد مرتبطة بالمعادن الأرضية النادرة عبر البريد، ما يشكل خطراً جسيماً على أمننا القومي”.
واستخدمت الصين هيمنتها على إنتاج هذه المواد، ومغناطيسات المعادن الأرضية النادرة كوسيلة ضغط في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، التي تعول على الإمدادات الصينية في صنع مجموعة كبيرة من المنتجات، من بينها السيارات الكهربائية. واضطرت شركة “فورد موتور” إلى خفض الإنتاج في أحد مصانعها بعد تشديد قيود التصدير، التي فاقمت التوترات أيضاً بين الصين والاتحاد الأوروبي، إذ يعتمد التكتل بشكل مشابه على الصادرات القادمة من الصين.
ورقة مساومة في الحرب التجارية
زعمت وزارة الأمن أنها أحبطت محاولة دولة لم تسمّها للحصول على المعادن الأرضية النادرة بشكل غير مشروع بهدف التخزين، بما يشمل وضع مقاول ملصقات مضللة على الطرود تشير إلى أنها “غير مصنعة في الصين”، وتقديم معلومات مغلوطة عن محتوى المنتج ومكوناته، بحسب المنشور.
كما أوضحت الوزارة تفاصيل أساليب تهريب أخرى مزعومة، مثل إخفاء مساحيق المعادن الأرضية النادرة في مكونات بلاط السيراميك، أو وضعها في زجاجات مياه مخصصة للتصدير تحمل ملصق “قطع غيار آلات” على سبيل التمويه. وحضت الوزارة المواطنين على الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة المرتبطة بمصادر المعادن الأرضية النادرة.
أكدت الصين والولايات المتحدة الشهر الماضي إبرام اتفاقاً يهدف إلى تعليق الرسوم الجمركية الهائلة بعد تعهد بكين بالنظر في تراخيص التصدير، وموافقة واشنطن على رفع القيود التي فرضتها على التكنولوجيا، ومن بينها بعض رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وعززت إشارات تهدئة التوترات احتمال التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقاً، وعقد اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ هذا العام.