نتنياهو يبدى مرونة جديدة: مفاوضات مكثفة في الدوحة لوقف إطلاق النار بغزة

كشفت مصادر إسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبدى استعدادًا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر مقترح مُحسن يتم التفاوض عليه حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة، وسط مباحثات نشطة بين الوفود المشاركة.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو بات مستعدًا للتنازل عن نقاط رفضها سابقًا، من بينها عدم إقامة المدينة الإنسانية في رفح، وقبوله بمناقشة انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور “موراج”، وهو المحور الفاصل بين رفح وخان يونس جنوب القطاع.
وأشارت المصادر إلى أن الخرائط المحدثة للانسحاب قيد النقاش، وأنه في حال عدم التوصل لاتفاق خلال اليومين القادمين، ستستمر المحادثات لعدة أيام إضافية.
وفي المقابل، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة، حيث شن أكثر من 100 غارة جوية استهدفت مواقع شمال القطاع، منها نفق عسكري في بيت حانون وخلية كانت تزرع عبوات ناسفة.
خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية
وفي سياق داخلي، اجتمع نتنياهو مع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، حيث طالبه الأخير بضمان استئناف الحرب بعد الهدنة، وهدد مع وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير بالانسحاب من الحكومة إذا تضمن الاتفاق بقاء حماس في السلطة أو إنهاء الحرب بشكل دائم.
وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، طرح نتنياهو خطة لعزل المدنيين في شريط جنوبي بغزة بهدف استمرار العمليات العسكرية لاحقًا.
الاتفاق السابق: هدنة مؤقتة لم تُستكمل
وكان قد تم الإعلان في 15 يناير 2025 عن اتفاق لوقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، وتضمن ثلاث مراحل أهمها:
-
انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة
-
تبادل الأسرى والمحتجزين
-
إدخال المساعدات الإنسانية وعودة النازحين
-
السماح بسفر المرضى والجرحى للعلاج
لكن الاتفاق انهار بعد انتهاء المرحلة الأولى، حين أعادت إسرائيل قصف غزة يوم 18 مارس وأعادت التوغل في مناطق انسحبت منها سابقًا، مع منع دخول المساعدات ومستلزمات الإيواء وإعادة الإعمار.
جهود إقليمية ودولية مستمرة
تُكثف حاليًا جهود مصر وقطر والولايات المتحدة لإعادة التهدئة وإطلاق الأسرى والمحتجزين، مع محاولة تثبيت وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق اختراق سياسي يُمهّد لإعادة الإعمار ويُعيد الهدوء إلى قطاع غزة.