مبعوثا أميركا والصين يلتقيان تمهيداً لقمة محتملة بين ترمب وشي

يستعد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لعقد أول اجتماع مباشر مع نظيره الصيني، خلال قمة تُعقد في ماليزيا يوم الجمعة، في خطوة يُنظر إليها على أنها تمهيد محتمل لعقد قمة رئاسية بين البلدين.
من المقرر أن يجتمع المبعوث الأميركي الكبير مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في كوالالمبور عند الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت المحلي، بحسب ما ورد في الجدول الرسمي لروبيو. ويشارك المسؤولان في اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، الذي يختتم فعاليته يوم الجمعة.
يُعد اللقاء من أبرز الاجتماعات رفيعة المستوى بين البلدين منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير. وقد يُمهد حوار بناء بين كبيري المبعوثين الطريق لعقد قمة رئاسية قد تُخفف حدة التوترات بشكل أكبر، بعد الهدنة التجارية بينهما، رغم بقاء ملفات خلافية قائمة.
بكين تحت المجهر بسبب دعمها لموسكو
قال روبيو للصحفيين يوم الخميس إنه سيثير مسألة الدعم الصيني لروسيا خلال أي اجتماع يعقده مع وانغ. وأضاف أن “الصين دعمت بوضوح الجهود الروسية، وأعتقد أنهم مستعدون عموماً لمساعدتهم قدر الإمكان دون أن يُكشف أمرهم”، وذلك في تصريحات عقب لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
يُعد الدعم الاقتصادي والدبلوماسي الذي تقدمه بكين لموسكو بعد شنها حرباً ضد أوكرانيا مجرد واحدة من نقاط الخلاف العديدة الناشئة في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفي آخر اتصال هاتفي بين روبيو ووانغ في يناير، عبر الوزير الأميركي عن قلق بلاده إزاء سلوك الصين تجاه تايوان وبحر الصين الجنوبي، بينما حذر وانغ الإدارة الأميركية من ضرورة التعامل بحذر مع الملفات المرتبطة بتايوان.
قمة مرتقبة بين ترمب وشي
كان ترمب قد أبدى رغبته في لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ هذا العام، فيما عبّر مسؤول صيني رفيع المستوى الأسبوع الماضي عن تفاؤله حيال العلاقات الثنائية بين البلدين.
وخلال مكالمة هاتفية مطلع يونيو، وجه شي دعوة إلى ترمب لزيارة الصين. وأفادت “بلومبرغ نيوز” الأسبوع الماضي بأن الإدارة الأميركية بدأت تتواصل مع مدراء تنفيذين لتقييم مدى اهتمامهم بمرافقة ترمب خلال زيارة محتملة إلى الصين هذا العام.
في فبراير، سافر وزير الخارجية الصيني وانغ إلى نيويورك لحضور اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنه لم يُجرِ أي لقاء ثنائي مع مسؤولي إدارة ترمب. وفي الأسابيع التالية، تصاعدت الإجراءات المتبادلة بين البلدين إلى حد ارتفاع الرسوم الأميركية على السلع الصينية إلى 145%، قبل تعليقها لمدة 90 يوماً عقب مفاوضات أجرت في مايو.
وقال كلاوس لاريس، أستاذ التاريخ والشؤون الدولية في جامعة نورث كارولاينا بتشابل هيل: “مع تفكير ترمب في إمكانية لقاء شي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، أو ربما في بكين مطلع سبتمبر، فقد يسعى كبار الدبلوماسيان بالبلدين إلى اختبار مدى جدوى هذا المسار والعمل على تهيئة الأجواء المناسبة لإنجاحه”.
تعهدات تجارية قيد التنفيذ
تُعد الولايات المتحدة والصين من الدول الأعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، وهو منتدى إقليمية دأب زعماء البلدين على استغلاله لعقد لقاءات خلال السنوات الماضية. ومن المنتظر أن تستضيف كوريا الجنوبية نسخة هذا العام من المنتدى في نهاية أكتوبر ومطلع نوفمبر المقبل.
ظهرت في الأسابيع الماضية مؤشرات على بدء تنفيذ بعض التعهدات التي قدمها الطرفان خلال محادثات تجارية أُجريت في جنيف ولندن خلال الشهرين الماضيين. فقد وافقت الصين على استئناف تصدير شحنات المعادن النادرة، فيما عرضت الولايات المتحدة تخفيف بعض القيود المفروضة على تصدير الإيثان وبرمجيات تصميم الرقائق ومكونات محركات الطائرات النفاثة.
ومن جانبه، أفاد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي” (CNBC) يوم الاثنين، بأنه يتوقع لقاء نظيره الصيني خلال الأسابيع المقبلة لاستكمال النقاشات المتعلقة بالتجارة وقضايا أخرى.
أما وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، فقد صرح للشبكة ذاتها بأن الجانبين سيطلقان “محادثة تجارية موسعة” في أوائل أغسطس، قبيل انتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية.
كانت الصين قد فرضت عقوبات على روبيو مرتين في عام 2020، حين كان يشغل منصب سيناتور عن ولاية فلوريدا، وذلك بسبب انتقاداته لطريقة تعامل بكين مع ملفي هونغ كونغ وشينجيانغ، إضافة إلى سعيه نحو سن تشريعات تهدف إلى معاقبة الحكومة الصينية. وقد أكدت بكين أن العقوبات لن تؤثر على التواصل الرسمي بين الجانبين.