حرائق الصيف في مصر.. لماذا يُتهم الماس الكهربائي دائما؟

 

شهدت مصر، أمس الإثنين، حريقا ضخما في إحدى أبرز منشآت البنية التحتية للاتصالات في البلاد، وهو سنترال رمسيس بوسط القاهرة.

ورغم السيطرة على النيران بعد وقت طويل من اندلاع الحريق، فإن الحادث أعاد إلى الأذهان سلسلة من الحرائق المتكررة صيفا، والتي تُتهم فيها ظاهرة واحدة على وجه التحديد: الماس الكهربائي.

وكشف مصدر أمني في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن “الماس الكهربائي يُرجح أن يكون السبب وراء الحريق”، وهو سيناريو مألوف في حوادث مشابهة، خاصة في فصل الصيف.

ما الذي يجعل الصيف موسما للحرائق الكهربائية؟
وبحسب د. خالد سلامة، أستاذ هندسة القوى الكهربائية بعدة جامعات مصرية  فإن فصل الصيف يُعد بيئة محفزة لوقوع الماس الكهربائي، لعدة أسباب، أولها زيادة الأحمال على الشبكات، فمع ارتفاع درجات الحرارة، تزداد معدلات تشغيل أجهزة التكييف والمبردات، ما يؤدي إلى ضغط زائد على التوصيلات.

وما يعظم من هذا السبب في حريق سنترال رمسيس هو أن المبنى يحتضن مركز بيانات ضخما يضم عددا كبيرا من الخوادم والأجهزة الإلكترونية الحساسة، التي تحتاج إلى تبريد دائم وعالي الكفاءة لتجنب الأعطال.

ويعني ذلك أن المبنى يستهلك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية لتشغيل أجهزة التكييف الصناعية على مدار الساعة، لا سيما خلال شهور الصيف.

ويحتمل، وفقا للدكتور سلامة، أن يؤدي الضغط الحراري المستمر واستهلاك الطاقة المكثف إلى رفع درجة حرارة التوصيلات الكهربائية داخل المبنى، بما يُمهد الطريق لحدوث ماس كهربائي أو شرارة تؤدي إلى اندلاع الحريق.

سنترال رمسيس يشتعل والماس الكهربائي في قفص الاتهام مجددا

والسبب الآخر، الذي يزيد من حوادث الماس الكهربائي صيفا، هو “تهالك البنية التحتية”، فالأسلاك القديمة أو غير المعزولة تصبح أكثر عرضة للاشتعال مع زيادة التحميل صيفا.

كما يزيد من فرص حدوث تلك الحرائق صيفا، سوء التوصيلات واستخدام وصلات عشوائية، فالأدوات الكهربائية غير المطابقة للمواصفات قد تؤدي إلى نشوب شرارة مفاجئة.

ولتجنب هذه الحوادث الصيفية، يشدد د.سلامة، على أهمية إجراء صيانة دورية لأنظمة الكهرباء، خصوصا في مراكز البيانات، وفصل أحمال التكييف عن دوائر الحواسيب الحساسة، واستخدام أنظمة مراقبة حرارية وتنبيهات تلقائية لأي ارتفاع غير طبيعي، وتركيب أنظمة إطفاء آلية خاصة بالغرف التقنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى