مأمون الشناوي يكتب: مستشار تنويري هذا .. أم سواق توكتوك !

 

أثق أن العنوان صادم لك عزيزي القارئ ، ولكنه لايقل صدمة عما سمعته أنا من هذا المستشار الوقح ، الذي دس نفسه وسط جوقة التويرين الجدد ، الذين ظنوا أن التنوير سفالة ، وزلاقة لسان ، واستهانة بكل مقدس ، واحتقار كل ثابت !!.
فقد هالني تعبير سفيه ، أطلقه هذا المستشار علي الهواء مباشرة ، وفي برنامج شهير ، في وضاعة وتبجح يُحسد عليهما ، حيث قال :
[ مش ده عمر بن الخطاب ، اللي بعت ابن الزانية عمرو بن العاص لاحتلال مصر ] !!.
وانظروا _ سادتي _كم التنوير الطافح من تلك الجملة الكارثية ، التي تنم عن جهل وسفاهة ، وتطاول عجيب ؛ فلا هو علم يُناقَش ، ولا رؤية تُحلَل ولا فكر يُجادَل فيه ، وإنما محض فحش واستهانة وانعدام أخلاق ليس إلا !!.
[ عمر بن الخطاب ده ] ، وكأنه يتحدث عن نكرة ، أو واحد من آحاد الناس ، ويتناسي أو يتجاهل هذا العبيط ، أن { عمر بن الخطاب } ده ، أسماه النبي ( الفاروق ) ، وقال عنه ( إن الشيطان لايسلك طريقاً يسلكه عمر ) ، وكم من آية قرآنية كريمة نزلت تطابق رؤيته ، وأن كاتباً مسيحياً أدرجه ضمن مائة شخصية عظيمة عبر التاريخ ، في كتاب ( العظماء مائة ) ، وهذه فقط قطرات من بحر زاخر !!.
أما { عمرو بن العاص } فإن كنت صدقت روايات مغرضة متدنية عنه ، فلماذا لاتصدق كل الروايات ، أم أنك تنتقي منها مايوافق هواك المريض وقلبك العليل !!.
( إبن الزانية )، هل تعرف – ياتنويري ياتافه – كيف نحكم علي إمرأة بأنها زانية ، هل تقبل ذلك لأمك ، هل تقبل أن نطلق عليك مثل هذا الاتهام ، مثلما تفعل وفق ظن باطل مشبوه ، وروايات متواترة أغلبها كذب ومكيدة ، أما تعرف – أيها التنويري الفحل – عقاب رميّ المُحصنات ، حتي لو كُن في عداد الموتي !!.
ثم ، هلا عرفت مَن هو { عمرو بن العاص } ، الذي يقول عنه { العقاد } – وما أدراك ما العقاد – إن إسلام خالد وعمرو في وقت واحد ، كان دليلاً علي اندحار معسكر الشرك ، وانتصار معسكر الإسلام ، حيث أسلم زعيميّ الحرب والسياسة معاً ، هذا قول العقاد ، وليس فسل مثلك !!.
ثم ، { عمرو بن العاص } هذا فتح مصر ، وأنقذها من حكم الرومان الظالم ، وأمن أقباطها ، وترك لهم حرية العبادة ، وكتب لهم عهداً بصيانة كنائسهم ، والحفاظ عليها ، وتأمينها ، وأمن { الأنبا بنيامين } الهارب في الصحراء عشر سنين من بطش الرومان ، واستقبله في الإسكندرية استقبال الفاتحين !!.
ارحموا أطفالنا وشبابنا ، أيها الظلاميون المجرمون باسم التنوير !!.
وكفوا عن تطاولكم ، وتواقحكم ، واستعراض جهالتكم ؛ فالوطن فيه مايكفيه ، أم أنكم جزء من المؤامرة التي تُحاك لتدميره ، صرت – واللهِ – أشك في ذلك !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى