رينال عويضة تكتب: بين أمطار الصيف بمصر والسفينة الغامضة عند مضيق هرمز..هل يتحكّم أحد في الطقس؟

 

في وقتٍ اعتاد فيه المصريون على حرارة الصيف المرتفعة في مثل هذا التوقيت من العام، استيقظت القاهرة وعدد من المحافظات، صباح الإثنين 1 يوليو 2025، على زخّات أمطار مفاجئة، ورطوبة كثيفة، ورياح غير معتادة. مشهدٌ بدا غريبًا، ليس فقط لمخالفته التوقّعات الموسمية، بل لتزامنه مع تطورات ميدانية غير تقليدية على مستوى الإقليم، أبرزها ما تم تداوله حول رصد سفينة مجهولة قرب مضيق هرمز، أحد أكثر المناطق الجيوسياسية حساسية في العالم.

هذا التزامن دفع بالبعض إلى طرح تساؤلات جريئة:
هل نحن بصدد تغيّرات مناخية طبيعية؟ أم أن هناك أيادي خفية تعبث بالطقس وتستخدمه كسلاح؟
هل نعيش فصول “التحكم بالطقس”؟

هل كانت أمطار الأمس في مصر مصادفة مناخية؟ أم هناك ما هو أبعد؟

☁ أولاً: أمطار في غير أوانها… ما الذي يحدث في سماء مصر؟

طبقًا للهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، فإن الأمطار التي سقطت يوم الإثنين ناتجة عن امتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا، بالتزامن مع رطوبة قادمة من البحر المتوسط، ما ساهم في تكوّن سحب رعدية كثيفة وهطول مفاجئ للأمطار، خصوصًا في القاهرة الكبرى والدلتا والساحل الشمالي.

لكن ما يلفت الانتباه هو أن هذه ليست الحادثة الأولى هذا الموسم. ففي 31 مايو 2025، سجلت الإسكندرية حالة نادرة من الأمطار المصحوبة بالبرد والرياح القوية، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور في بعض المناطق وإصابة شخصين.

هذه الظواهر، وإن فُسرت من قبل خبراء المناخ بأنها نتيجة تغيرات مناخية عالمية، تفتح الباب أمام تساؤل أوسع:
هل التغيّرات المناخية وحدها مسؤولة، أم أن هناك تدخّلات اصطناعية؟

السفينة المجهولة عند هرمز… تحرك عسكري أم اختبار تكنولوجي؟

في الوقت نفسه، كشفت تقارير بحرية صادرة في أواخر يونيو أن عددًا من السفن التجارية التي تمر عبر مضيق هرمز بدأت في إرسال رسائل غريبة حول هويتها، مثل “China Owned”، كنوع من التمويه لتفادي أي استهداف عسكري في ظل التوترات المتصاعدة بالمنطقة.

وبحسب موقع gCaptain، فإن أكثر من 970 سفينة يوميًا تعرّضت لتشويش أو محو إشارات الملاحة GPS منذ منتصف يونيو، وهو ما أثار مخاوف بشأن استخدام تقنيات تشويش إلكتروني عالية الدقة.

لكنّ اللافت في تقارير استخباراتية غير رسمية هو رصد سفينة غير معرّفة الهوية، يُعتقد أنها مزوّدة بتكنولوجيا متقدمة يمكن استخدامها في مجال التحكم بالمجالات الكهرومغناطيسية أو حتى الأجواء الجوية، ما جعل البعض يربط بينها وبين الأحداث المناخية المفاجئة في المنطقة.

HAARP والشعاع الأزرق… حقيقة أم خيال علمي؟

في هذا السياق، عادت إلى الواجهة نظريات قديمة، مثل مشروع HAARP الأمريكي، الذي بدأ في تسعينيات القرن الماضي بهدف دراسة طبقة الأيونوسفير، لكنه أثار جدلًا واسعًا حول كونه غطاءً لأبحاث تهدف إلى التحكم في الطقس والزلازل والترددات الذهنية.

كما طُرحت فرضية “الشعاع الأزرق” (Blue Beam)، وهي نظرية مؤامرة تزعم أن هناك محاولات لبثّ صور هولوغرافية في السماء والسيطرة على العقول عن بُعد باستخدام ترددات عالية. ورغم عدم وجود أي إثبات علمي لهذه الفرضيات حتى الآن، إلا أن تزامن الأحداث الغريبة يعيد هذه الطروحات إلى دائرة الاهتمام الشعبي والإعلامي.

📊 بين الواقع العلمي و”الشكوك الذكية”

وفقًا لتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، فإن المنطقة العربية من بين أكثر المناطق هشاشة تجاه التغير المناخي، وأن الفصول ستشهد تداخلات متكررة، مثل أمطار في الصيف وجفاف في الشتاء، إلى جانب زيادة احتمال العواصف الغبارية.

لكن في ظل ما يشهده العالم من تسارع في استخدام التكنولوجيا، لا يمكن إغفال حقيقة أن الطقس بات أيضًا ميدانًا للتجريب، وربما للصراع. الصين، مثلًا، أعلنت في 2020 أنها تنوي توسيع برنامجها للتحكم في الطقس ليغطي نصف البلاد بحلول 2025، باستخدام تقنيات مثل الاستمطار الصناعي.

🧭 إذن… ما الرابط بين الأمطار في مصر والسفينة في الخليج؟

حتى الآن، لا توجد دلائل علمية رسمية تربط بين الحدثين. لكنّ تقارب التوقيتات، وغرابة الطقس، وظهور سفن مجهولة الهوية في نقاط اشتعال بحري، كلّها عوامل تثير تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت السماء باتت تُستخدم كساحة مواجهة ناعمة.

وفي ظل الغموض الرسمي، يبقى على الدول، خاصة النامية، أن تعزّز من قدراتها على رصد أي نشاط غير تقليدي في طبقات الجو، وأن تضع في اعتبارها أن الحرب القادمة قد لا تبدأ بصاروخ… بل بقطرة مطر غير متوقعة.

المناخ يتغير، هذه حقيقة، لكن في ظل الحديث عن برامج مثل HAARP، ومشاهد غير منطقية لأمطار منتصف الصيف، لا بد من وقفة:
هل ما يحدث طبيعي، أم مصطنع؟ ومن يملك القرار في “تشغيل” السماء؟ وماذا إن أصبح الطقس أداة ضغط وسلاحًا ناعمًا في يد القوى الكبرى؟

نحن لا نتبنى نظريات المؤامرة، لكن في زمن تتقاطع فيه التكنولوجيا بالمناخ، والعلم بالسياسة، تصبح الأسئلة أكثر من مجرد شكوك… وتصبح السماء ساحة مفتوحة للصراعات الخفية.

#الأمطار_الصيفية
#مضيق_هرمز
#السفينة_الغامضة
#HAARP
#التحكم_في_الطقس
#الشعاع_الأزرق
#رينال_عويضة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى