مأمون الشناوي يكشف عن: الجواسيس في مصر

أرح نفسك ياجناب القاضي ، ووفر عليها التعب والبحث والتكلفة ، فلديّ قائمة تفصيلية بالجواسيس عندنا ، ولو شئت ذكرت لجنابك أسماءهم وصورهم !!.
والجواسيس في بلادي يامعالي القاضي صنفان ، صنف محترف ، يتجسس مع سبق الإصرار والترصد ، وعينه علي عدد الأصفار التي علي يمين الواحد في الشيك الذي يقدم له ، وهؤلاء يتصدرون المشهد ، وفي أعلي القمة ، وليسوا مختبئين في الذرة !!.
والصنف الثاني ، عبيط واهبل ، يردد ما يسمعه ويتوافق وهواه المريض ، مجاناً ، دون إدراك لعواقب ما ينشر وما يردد !!.
ومن الصنف الأول المحترف ، هذا الذي يشكك في عقيدتنا ، ويسفه من ثوابتنا الدينية والأخلاقية ، في تبجح الداعرات !!.
وهذا الذي يسخر من رموز أمتنا ، فمرة يغازل أسياده الصهاينة ، بالطعن في صلاح الدين الأيوبي مثلاً ، ونعته بأنه أحقر شخصية في التاريخ ، ومرة بنفيه أن بيت المقدس يقع في القدس العربية ، وإنما في بيلا ، ومرة أخري يغازل أسياده من الفرس ، فيطعن خالد بن الوليد في شرفه العسكري ، ويصفه بأنه سفاح ، وكأنه يعارض رسول الله الذي نعته بسيف الله المسلول ، وكل ذنب خالد في نظر هذا الجاسوس أنه فاتح لبلاد فارس ، ومقوض لملك الأكاسرة !!.
وهؤلاء الذين يثيرون الشكوك حول هويتنا ، هل مصر عربية أم فرعونية أم مهلبية ، هم جواسيس !!.
وهؤلاء المشايخ الذين يشغلون الناس بفتاوي تثير السخرية ، مثل إرضاع الكبير وجهاد النكاح وزواج الرضيعات والزواج من العفاريت وغيرها ، جواسيس !!.
التجار ، الذين يضيقون علي الناس حياتهم ، ويحتكرون السلع ، جواسيس !!.
الغشاشون في كل المجالات ، جواسيس !!.
أما الصنف العبيط من الجواسيس ، فهو الذي يصيح عند كل مصيبة تحل بدولة ما قائلاً ( الحقوا الدور علي مصر ) ، وهذا الذي يصدر الخوف والهلع للناس ، ويسارع في نقل كل مايسئ لبلده ، دون تحقيق أو ترو !!.
أرأيت – ياجناب القاضي – كم يرتع في بلادنا من جواسيس تحتاج إلي تطهير وتنقية وإبادة ، مثلما ينقي الفلاح الحشائش الضارة والنباتات المتطفلة ، من بين عيدان محصوله ، أو يقوم برشها بالمبيدات حتي يقضي عليها ، فيصح النبات ويقوي ويشتد عوده !!.