رينال عويضة تكتب: 30 يونيو.. يوم عادت فيه مصر إلى شعبها

 

القاهره – ٣٠ يونيو ٢٠٢٥

في تاريخ الشعوب، هناك لحظات فاصلة لا تُنسى، تصنع الوعي وتعيد تشكيل المستقبل. ويظل يوم 30 يونيو 2013 واحدًا من أهم هذه اللحظات في تاريخ مصر الحديث. يوم خرج فيه ملايين المصريين من كل الأعمار والاتجاهات، لا بحثًا عن شعار، بل دفاعًا عن الهوية، وعن الدولة، وعن حقهم في أن يكون لهم وطن لا يُختطف.

لم تكن التظاهرات وقتها مجرد حراك شعبي ضد نظام سياسي، بل كانت انتفاضة وطنية لإنقاذ مصر من مشروع اختزال الدولة في جماعة، ومن منطق الإقصاء والتمكين الذي هدد مؤسسات الدولة وثوابتها الثقافية والحضارية. كان الناس يشعرون أن مصر تُنتزع من بين أيديهم، وأن الصمت يعني النهاية.

“الشعب لم يجد من يحنو عليه”

ربما من أكثر العبارات التي ظلت محفورة في وجدان المصريين تلك التي قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حين كان وزيرًا للدفاع:
“الشعب المصري لم يجد من يحنو عليه، ولم يجد من يحتويه.”
كانت تلك الكلمات بداية عهد جديد، أعلن فيه الجيش انحيازه لإرادة الشعب، وأكد أن الأمن القومي المصري لا يمكن أن يكون رهينة لأي مشروع مشبوه أو أجندة خارجية.

وبعدها بدأت مصر مرحلة جديدة، عنوانها “البناء والاستقرار”. مرحلة لم تكن سهلة، لكنها كانت ضرورية.

من لحظة إنقاذ إلى مشروع دولة

منذ 30 يونيو، لم تكتف الدولة المصرية باستعادة استقرارها السياسي، بل بدأت خطة شاملة لإعادة بناء مؤسساتها، وتعزيز بنيتها التحتية، وتطوير قدراتها الاقتصادية والاجتماعية. تحولت الشعارات إلى مشروعات على الأرض، وتحولت الميادين إلى مواقع عمل.

الرئيس السيسي عبّر عن حجم هذا التحول حين قال:
“اللي اتعمل في مصر خلال 10 سنين، يساوي شغل 30 سنة.”

وقد صدقت الأرقام والمشروعات على هذا القول. فمن العاصمة الإدارية الجديدة، إلى شبكة الطرق القومية، ومن تطوير العشوائيات إلى مبادرة “حياة كريمة” التي أعادت الأمل إلى أكثر من 60 مليون مواطن في القرى والنجوع، استطاعت مصر أن ترسم خريطة جديدة للمستقبل.

في ذكرى 30 يونيو… الرسالة لا تزال حية

اليوم، ونحن نحيي الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، لا نحتفل بماضٍ قريب فحسب، بل نؤكد أن ما تحقق لم يكن لحظة عابرة، بل نقطة انطلاق نحو جمهورية جديدة، أساسها المواطنة والعدالة والتنمية.

هذه الثورة كانت بمثابة تصحيح للمسار، لكنها أيضًا فتحت باب الأمل أمام أجيال جديدة تؤمن أن إرادة الشعوب قادرة على تغيير الواقع، وأن الدولة حين تكون قوية بمؤسساتها وشعبها، لا يمكن كسرها.

مصر ما بعد 30 يونيو ليست كما قبلها

ربما يكون الدرس الأهم في هذا اليوم هو أن الوعي الشعبي حين يتشكل بصدق، يصبح أقوى من أي سلاح، وأبقى من أي نظام. وأن مصر، بتاريخها وحضارتها وناسها، لا تُحكم إلا بإرادة وطنية خالصة.

30 يونيو لم يكن فقط يومًا في التقويم، بل لحظة قررت فيها مصر أن تنهض، أن تواجه، وأن تبني. واليوم، تستكمل الطريق بنفس العزيمة، وبثقة أكبر في الغد.

كل عام ومصر أكثر استقرارًا… وأكثر وعيًا… وأكثر اقترابًا من مستقبل تستحقه.

#رينال_عويضة #30_يونيو #ثورة_الإنقاذ #مصر_ترجع_لشعبها #السيسي #الجمهورية_الجديدة #تحيا_مصر #الوعي_الوطني #حياة_كريمة #مصر_أقوى #ذكرى_30_يونيو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى