الرسم بالجسد ظاهرة جديدة للفنانة شيرين محمود .. ماذا يعنى ؟

أجرى الحوار – سعيد زينهم
في حوار لا تنقصه الشجاعة لموقع “مدن” الاخباري كشفت الفنانة شيرين محمود عن اسرار مدرستها الخاصة في الرسم بالجسد والتى لم يسبقها اليها احد من الفنانين العرب .
وهذا نص الحوار :
هناك مدارس متعددة للفن التشكيلي فما هى مدرستك؟
لي مدرستي الخاصة أسميها “التجربة” ،فأسلوبي في بورتريهاتي الذاتية هو خاص جدا بي وبتجربتي، ومواضيعي وتقنياتي وتجربتي الفنية هي حالة خاصة بي وبحياتي ورؤيتي للتجربة الانسانية وتفاعلي معها واستكشافها واستكشاف لهويتي و حقيقتي في التجربة الانسانية كروح وقلب وعقل وجسد. فتجربتي الابداعية هي رحلة استكشاف لحقيقتي ولتجربتي الانسانية، ،وتنصهر التجربتين في بعضهم البعض فانا اتحد تماما مع اعمالي الفنية وأنقل بجرأه عالمي الخاص ورؤيتي المختلفة وأعتبر نفسي أنا التجربة وأنا العمل الفني قيد التنفيذ دائما وابدا. أنا فنانة تجريبية، دائمة التجدد والتطور في أدواتي، قمت بالعديد من التجارب الفنية المتنوعة فأنا أعشق التعبير عن رؤيتي بإستخدام وسائط عديدة أمزج بينهم وأدمجهم في كيان واحد بطرق غير تقليدية،وتشمل هذه الوسائط حتي الآن :النحت، التصوير، الرسم، التصوير الفوتغرافي، فن الجسد، فن الفيديو، فن الأداء، الفن الرقمي، الفن القابل للإرتداء، والفن التركيبي، وكذلك الرقص المعاصر وفنون الأداء الحركي. فالعملية الابداعية بالنسبة لي لا تنتهي عند وضع افكاري ومشاعري ورؤيتي علي قطعة من الورق او الكانفاس او الطين أو أي وسيط آخر أسجن نفسي فيه ولكنها عملية خلق حياة كاملة استحضر فيها كل حواسي وكل ما يلهمني فلا أقف عند وسيط واحد او فرع واحد من فروع الفن ، فاتحرر في عملي الفني و استكشف و استخدم من الوسائط الفنية ومن فروع الفن المختلفة ما يساعدني في التعبير عن حالة أو فكرة ما واحولها الي حياة كاملة يعيشها المتلقي ويستشعرها بكل حواسة كما اعيشها انا وكانه انتقل الي داخلي ليري ويلمس روحي.أذهب أينما تأخذني روحي دون وضع شروط او قيود علي كيفية نقل تجربتي أو كيفية خروج العمل الفني.
ما الشىء الذى يحرك ويحفز ريشتك ؟
ممارسة الفن بالنسبة لي أسلوب حياة و ضرورة يومية ،طريقي لأنمو و أتحرر و أتخطي.يلهمني الكون بكل جوانبه و تلهمني التجربة الانسانية وما تحمله من تناقضات، النور والظلام، الحياة والموت، المتعة والألم، السعادة و الحزن، تلهمني مشاعر البشر المختلفة والمتضادة و كيفية تعاملنا معها ورؤيتنا لها،وقدرتنا كجنس بشري علي التخطي والخلق والابداع والسمو والارتقاء الروحي. فأغوص بعمق من خلال تجربتي الفنيه في التجربة الإنسانية مستكشفة للتناقض ما بين هشاشة وصمود الجنس البشري كروح وعقل وجسد، وهشاشة الواقع الذي نعيشة ووجودنا في هذه الحياة، والقيود والسجون الفكرية للجنس البشري و محاولات تخطيها والتحرر منها ،يلهمني الجنس البشري ومشاعرة الغزيرة ومفاهيمه المختلفة ،الأدوار التي نلعبها في الحياة والمعتقدات والمسميات التي تكون هويتنا وكيف يؤثر كل ما سبق علي نوعية العلاقات التي نكونها مع أنفسنا والعالم من حولنا. وأعمالي الفنية تتناول التجربة الانسانية بجوانبها المختلفة المشرق منها والمظلم.وما أقدمة من فن هو رحلتي للوعي والصحوة الروحية.
ما هدفك ورسالتك من الرسم بالجسد؟
الجسد موضوع ووسيط فني غني وملهم ،ووسيلة قوية للتعبير ونقل الرسائل. وفن الجسد من الفنون القريبة لروحي، أستخدمه منفرد أحيانا ومجتمع أحيانا مع وسائط أخري ،أري أنه وسيط رائع للتعبير عن نفسي، وعن صوتي وفيه عمق كبير واستكشاف للعلاقة بين الجسد والقلب والعقل والروح فهو تعبير جريئ ،حر، وشخصي جدا ،تعبير صريح وواضح عن رؤيتي أزيل فيه الحواجز بيني وبين العمل الفني فأكون أنا الفنانة والوسيط والمؤدي والعمل الفني في آن واحد.وفي ذلك مواجهة لنفسي وللمتلقي فأكون قريبة من المتلقي في تقديم الحقيقة فلا تواري هنا ولا اختباء وراء ستار. وفيه أستخدم جسدي كالكانفاس أستكشف من خلاله مواضيع كثيرة مثل الهوية والحالة الانسانية،معلنة عن حقيقتي وهويتي التي أخلقها لنفسي وليست الهوية الموروثة التي لقنت لي.فأنقل شعوري الداخلي علي صورتي الخارجية ,لكي يراني البشر كما أشعر ،وليس كما يبدو لهم.ورسالتي هنا ان نكون انفسنا ونبحث عن حقيقتنا ونعلن عنها ونعيشها كما نراها وليس كما تفرضها الموروثات علينا.ودعوة للحقيقة وللحياة وللتحرر وكسر للسجون والنمطية التي تقتلنا ونحن أحياء وأن نتحرر من كل ما هو قناع يخنق أرواحنا و لا يعبر عن حقيقتنا وبذلك تكون صورتنا مرآه لما بداخلنا ،فنخلق لأنفسنا الحب والسلام .
هل انتى متحررة بشكل كامل ام هناك ضوابط؟
أعبر عن نفسي بعفوية وأعلن عن حقيقتي ألانسانية كما هي بكل جوانبها وأنشر رؤيتي و تجربتي الابداعية بثقة وجرأة متجاوزة أي قيود اجتماعية أو سجون فكرية.ولكن بالتأكيد هناك ضوابط، الضوابط التي أضعها أنا لنفسي وليست السجون الفكرية المفروضة. وفكرة التعبير عن نفسي في نطاق المسموح لي كإمرأة فكرة لا وجود لها في قاموسي ولا مكان في رحلتي.أنا إنسان روح وقلب وعقل وجسد وسأظل دائما أعبر عن نفسي من هذا المنطلق.
أتحرر وأحرر روحي وعقلي وقلبي من كل قيود واهية ،هذه هي رحلتي ألانسانية والفنية. أن أكون نفسي وأتخلي عن البرامج المفروضة علي،فكلنا مبرمجين وكلنا قادرين علي أعادة برمجة أنفسنا،انه طريق الروح.والحياة بالنسبة لي هي حالة حب وابداع وتعبير حر ،وأرفض أن أضع نفسي في قالب أي كان مسماه أو أن أخضع لأحكام المجتمع وشروطه لكي أكون مقبولة من خلال اطار أو شكل ما مفروض علي. وبصلتي هنا وما يحركني دائما هو الحب و الخير والسلام وعدم الحاق الأذي أو الضرر بأي مخلوق أو روح.
ما الشىء الذى يقتل الابداع داخلك ؟
لا أسمح لشئ أن يقتل الابداع بداخلي فقلبي محب ومقبل وروحي تتحرر كل يوم.والتجربة مستمرة باستمرار حياتي ولا اعرف الشكل الذي سوف تأخذه فيما بعد ،فحياتي ما هي الا حالة ابداعية مستمرة أستخدم فيها كل التجارب التي تمر بي سواء كانت ايجابية او سلبية. الحياة حلم والطفلة الصغيرة بداخلي ستظل تحلم وتبدع وترقص حتي آخر نفس. فالإبداع أسلوب حياة،تحرر ورؤية مختلفة،وكلما تحرر الفكر وإتسع الأفق زادت القدرة الإبداعية والعكس صحيح،فالقيود والسجون الفكرية التي يصنعها الإنسان لنفسه ويعيش فيها طوعا هي من اهم العوامل التي تقتل الإبداع.
ما هى رسالتك في الفن ؟
رسالتي حب وسلام. الفن هو النور الذي تشعه روحي ، وطريقي للسلام الداخلي ومساهمتي في نشر السلام الخارجي. الفن بالنسبة لي هو الحب و التواصل والصلة والصلاة.ومن خلال ما أقدمه من فن آمل أن أكون مصدر إلهام لنفسي ولكل البشر، أن ننتزع أقنعتنا الزائفة، نتخلي عن البرامج المفروضة علينا ويكون عندنا الشجاعة أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: من أنا قبل أن يفرض علي العالم تعريفاته؟ نبحث عن حقيقتنا ونعلن عنها ونعيشها كما نراها وليس كما يفرضها المجتمع علينا، حتي نتواصل بشكل حقيقي مع أنفسنا أولا ثم مع الآخرين ، أن نحب و نقبل أنفسنا بأعمق مستواياتها المنير منها والمظلم ، وبالتالي يكون عندنا مساحة لكي نحب ونقبل الآخر مهما كان مختلفا عنا، وفي النهاية نتوقف عن إصدارالأحكام على بعضنا البعض، و ندرك ان كلنا واحد وأن الأنفصال بيننا مجرد وهم، و بذلك نجعل من الدنيا مكان أكثر ابداع و حب ورحمة وسلام ووحدة وتواصل حقيقي.