مزاهير فرعونية تُربك العلماء: دقة نحت تفوق تقنيات اليوم وتعيد كتابة التاريخ!

في اكتشاف مثير قد يُغيّر فهمنا لتاريخ الحرف اليدوية في مصر القديمة، كشف تاجر تجزئة ومقدم بودكاست من ولاية فلوريدا عن مجموعة نادرة من المزهريات الفرعونية، تعود لأكثر من 5000 عام، وتتميّز بدقة لا مثيل لها في التصميم، دفعت بعض الباحثين لاعتبارها دليلًا على استخدام أدوات متقدمة مثل “المخرطة”، رغم عدم العثور على أي أثر لها في السجلات الأثرية حتى اليوم.

وتضم المجموعة 85 مزهرية حجرية مصنوعة من الجرانيت، والكوارتز، والحجر الجيري، نُحتت من كتل حجرية صلبة دون أي تجميع، وتتميّز بتماثل هندسي مذهل، وتفريغ داخلي متناظر بدقة تصل إلى أجزاء من الألف من البوصة – وهو مستوى يعجز كثير من التصنيع الحديث عن تحقيقه.

ورغم أن الرؤية الأكاديمية السائدة تُرجع هذه الدقة إلى مهارة الحرفيين المصريين القدماء، اعتبر البعض أن التفسير باستخدام أزاميل النحاس والأدوات الحجرية “غير منطقي”، مشيرين إلى ضرورة وجود تقنيات أكثر تطورًا آنذاك، قد تكون فُقدت مع مرور الزمن.

ويستند هذا الرأي جزئيًا إلى ملاحظات عالم الآثار البريطاني الشهير فليندرز بيتري في عام 1883، الذي أشار إلى احتمالية استخدام المخرطة في نحت بعض المزهريات، خصوصًا مع التناسق الشديد في خطوطها ومنحنياتها.

المجموعة خضعت لمسح ثلاثي الأبعاد وتحليل مقطعي محوسب، أظهر نتائج مذهلة: إحدى المزهريات المصنوعة من الجرانيت الرقيق لا يتجاوز هامش الخطأ في تصميمها واحد بالألف من البوصة، بينما سجّلت دراسة أخرى دقة 15 ميكرونًا فقط في الشكل، وهو ما يعادل عشر أضعاف دقة بعض أدوات النحت الحديثة.

مع ذلك، لم تُنشر هذه النتائج حتى الآن في دوريات علمية محكمة، ويؤكد الباحثون حاجتهم لمراجعة أكاديمية مستقلة قبل اعتماد أي استنتاجات نهائية.

الجدير بالذكر أن هذه القطع لا تُعدّ فريدة، حيث تم العثور على أكثر من 40,000 مزهرية حجرية في مواقع مصرية متعددة، أبرزها هرم زوسر، ويعود بعضها إلى ما قبل عصر الأسرات، وكانت تُستخدم في الطقوس الجنائزية والدينية، ما يضيف بعدًا رمزيًا ودينيًا لهذا الغموض العلمي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى