(عش الآن .. أو مت منتظراً ) بقلم : نانسى إبراهيم

أغلب عمرى قضيته فى ( الإنتظار ) .. انتظار ؛ الفرصة السانحة .. الوقت المناسب .. الظروف المواتية .. تبدل الأحداث .. تحسن الأوضاع .. إمكانية تغيير البشر .. الأمل القادم .. الشخص المناسب .. وظيفة الأحلام .. السعادة المقيمة .. الفرحة الحقيقية .. الصبر على المِحن .. العوض .. الرهان على الخير فى البشر .. التقدير .. العرفان .. الإمتنان .. الإخلاص .. الرحمة .. رد الجميل .. المعاملة بالمثل .. النبل الذى يليق بى .. المكانة التى أستحقها .

انتظار جاء محملاً بأطنان وأطنان من الصبر .. والمثابرة .. والإيثار .. واللين .. والرحمة .. واللطف .. وتلمس الأعذار للأخر .. وتفهم الضعف البشرى .. وقبول الإختلاف .. وتحمل النواقص عند بنى أدم وبنات حواء … حتى أدركت أنه لم يعد فى العمر وقتاً للإنتظار .. فلا أشخاص يتغيرون لأجلك .. ولا مواقف تتبدل .. ولا حلول تهبط من السماء .. ولا أحد يعترف بجميلك .. ولا يُشترى خاطرك .. ولا يحارب أحد لأجلك .. ولا أحلام تتحقق .. ولا فرص تأتيك هرولة .

الحياة أمامك .. إما تعيشها الآن أو تعيشك هى كما أرادت ، وتحركك كيفما ترغب .. حتى لا يبقى منك شيئاً ، ولا يتبقى لك من العمر برهة صغيرة تختارها أنت كيفما يتراءى لك ، أو كما تحب أن تكون ، أو تود أن تعيش .

الإنتظار هو عدو لعين .. قاتل صامت .. مرض مميت .. صديق نذل .. محمل بالأسى .. مغلف بالحزن .. مسبب للخذلان .. مُفقِد للشغف .. كاسر للهمم .. ثقيييييل .. ما تريده إفعله الآن ، ما تحتاجه أطلبه فوراً ، ما لا يليق بك أرفضه حالاً … هى حياة واحدة فقط بلا إعادة فلا تضيع ما بقى منها فى وهم الإنتظار .

لا تثقوا فى الأيام فهى راحلة .. ولا فى المناصب فهى زائلة .. ولا فى القلوب فهى متغيرة … والشخص الوحيد الذى يستحق كل ثقتك هو أنت ، فإستشعر الأمان من رب العالمين ، وإنهل من نبع اليقين من خالقك فهو حسبك وكفى .. ولا تجر خلفك ملايين الأحلام المؤجلة .. ولا تنتظر فلم يعد هناك وقت للإنتظار … عش الآن .. أو مت منتظراً .
#نانسى_إبراهيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى