قطر ترسّخ التكامل بين التعليم والاستدامة في مؤتمر ومعرض إعادة التدوير 2025

شهدت النسخة الخامسة من مؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة 2025 حضورًا رسميًا رفيع المستوى ومشاركة واسعة من الجهات الحكومية والبعثات الدبلوماسية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، تأكيدًا على التزام دولة قطر بتعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري وترسيخ ثقافة إعادة التدوير على المستويين الوطني والدولي.

 

وفي هذا السياق، افتتح سعادة السيد عبدالله بن حمد بن عبدالله العطية وزير البلدية أعمال المؤتمر بكلمة أشار فيها إلى أهمية تطوير منظومة متكاملة لإدارة النفايات وتحويلها إلى موارد اقتصادية مستدامة، مؤكدًا التزام الوزارة بتعزيز البنى التحتية الحديثة وتحفيز الابتكار والتعاون بين مختلف الجهات لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 في محور التنمية البيئية.

 

من جانبها، استعرضت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي جهود الوزارة في دمج مفاهيم الاستدامة والاقتصاد الدائري ضمن المناهج الدراسية، وإطلاق برامج تعليمية وتوعوية تساهم في غرس القيم البيئية لدى الطلبة وتحفيزهم على المساهمة الفاعلة في حماية الموارد الطبيعية. وأكدت سعادتها أن بناء وعي مستدام لدى النشء يمثل استثمارًا طويل الأمد في مستقبل الدولة.

 

أما على صعيد العلاقات الدولية، فقد شاركت سعادة السيدة إريكا بيرنهارد سفيرة جمهورية النمسا لدى الدولة، التي أشادت خلال كلمتها بالتجربة القطرية الرائدة في دمج التعليم والمجتمع المدني في مشاريع الاستدامة وإعادة التدوير. كما ثمّنت سعادة السيدة أوديتي سفيرة جمهورية كولومبيا لدى الدولة، وهي أول سفيرة تمثل كولومبيا في الدوحة، الجهود القطرية في تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي، مؤكدة أهمية تبادل الخبرات ونقل المعرفة لتحقيق الأهداف المشتركة للتنمية المستدامة.

 

كما حضرت سفيرة السلام لدولة قطر الدكتورة ميرفت إبراهيم، التي تعتبر من الشخصيات النسائية البارزة في مجال المسؤولية المجتمعية، حيث ألقت كلمة تناولت فيها تجربتها في تمكين ذوي الإعاقة عبر مبادرات توعوية وتدريبية لدمجهم في مشاريع إعادة التدوير. وأكدت الدكتورة ميرفت أن تحقيق الاستدامة مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود جميع فئات المجتمع، لا سيما الفئات الأكثر احتياجًا للدعم والتمكين.

 

وقد شهدت فعاليات المؤتمر حضور سيدات الأعمال صديقات البيئة اللاتي عرضن مبادرات ناجحة لتحويل النفايات إلى منتجات مبتكرة وصديقة للبيئة، إلى جانب برامج تعليمية وتوعوية تستهدف الأطفال والشباب، بما يسهم في تعزيز ثقافة إعادة التدوير في المجتمع القطري.

 

وفي هذا الإطار، شارك الرئيس التنفيذي لمصنع رؤية للصناعات المطاطية الذي استعرض أحدث التقنيات المستخدمة في إعادة تدوير الإطارات وتحويلها إلى مواد بناء ذات قيمة اقتصادية وبيئية، مؤكدًا التزام المصنع بدعم أهداف الدولة في بناء اقتصاد أخضر مستدام. كما قدّم الرئيس التنفيذي لمركز ريدي فيوتشر للاستشارات التعليمية والتكنولوجية عرضًا حول الحلول الرقمية المبتكرة لإدماج مبادئ الاقتصاد الدائري في التعليم والتدريب، مبينًا أن التكنولوجيا التعليمية تمثل أداة رئيسية لتحقيق التحول المستدام.

 

وشهدت الفعاليات أيضًا حضور الأطفال سفراء الاستدامة في قطر، وفي مقدمتهم الطفل راشد الأدعم الذي قدم مبادرة توعوية بعنوان “جيلي يدوّر”، ركزت على تعزيز الوعي البيئي بين أقرانه وتشجيعهم على الفرز وإعادة التدوير كأسلوب حياة يومية. وقد حظيت مبادرته بتفاعل كبير من الحضور، واعتُبرت نموذجًا ملهمًا لتنشئة جيل واعٍ بقيم الاستدامة.

 

جدير بالذكر أن مؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة 2025 شكل منصة وطنية ودولية لتبادل الخبرات والتجارب المتميزة بين مختلف القطاعات، في إطار بناء اقتصاد دائري يوازن بين التطور الاقتصادي وحماية البيئة، بما يلبي تطلعات الأجيال القادمة ويعزز مكانة قطر الريادية إقليميًا وعالميًا في مجالات التنمية المستدامة والابتكار البيئي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى