إبراهيم الخولي أول باحث من أصحاب “متلازمة داون” يناقش رسالة ماجستير في الإعلام

 

بقلم: ميرال المنصوري

إنجاز تاريخي مصري-عربي

 

في لحظة فارقة بتاريخ التعليم العالي في العالم العربي، نجح الباحث إبراهيم أشرف محمد الخولي، أحد أصحاب متلازمة داون، في الحصول على درجة الماجستير بتقدير امتياز من معهد البحوث والدراسات العربية، التابع لجامعة الدول العربية، وذلك بعد مناقشة رسالته يوم الأحد الموافق 23 يونيو 2025.

يُعد إبراهيم أول باحث أكاديمي من أصحاب متلازمة داون يحقق هذا الإنجاز في مجال الإعلام، ما يمثل انتصارًا شخصيًا ومجتمعيًا، ورسالة أمل لملايين من ذوي الهمم في مصر والعالم العربي.

 

موضوع الرسالة: الإعلام وذوي الهمم

جاءت رسالة الماجستير بعنوان:

“تقييم المعالجة الإعلامية لقضايا القادرون باختلاف: دراسة كيفية”

وهي دراسة نقدية وتحليلية تهدف إلى تقييم الطريقة التي تتناول بها وسائل الإعلام المصرية قضايا ذوي القدرات الخاصة، مع التركيز على الصورة الذهنية والنماذج اللغوية المستخدمة في تقديم أصحاب متلازمة داون للجمهور.

اعتمد الباحث على المنهج الكيفي، وقام بإجراء مقابلات مع متخصصين في الإعلام والتربية الخاصة، إلى جانب تحليل محتوى صحف وبرامج إعلامية شهيرة في الفترة ما بين 2023 و2025.

 

من المعهد إلى البطولة

إبراهيم ليس مجرد باحث أكاديمي، بل هو شخصية متعددة المواهب والإنجازات:

 

أول معيد من أصحاب متلازمة داون في كلية الإعلام بالجامعة الكندية CIC.

 

بطل رياضي دولي في التنس الأرضي، شارك في بطولات دولية بأستراليا، فرنسا، والدومينيكان.

 

مكرّم رئاسي ضمن احتفالية “قادرون باختلاف” عام 2019 من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

نموذج ملهم في الدمج المجتمعي، يتحدث بلغات عدة، ويجيد التواصل الإعلامي بلغة احترافية.

 

مناقشة علمية رفيعة المستوى

 

ضمت لجنة المناقشة عددًا من أبرز أساتذة الإعلام في مصر، منهم:

 

د. سامي طايع – أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة (رئيس اللجنة)

 

د. آمال الغزاوي – أستاذة الإعلام

 

د. ريم عادل – المشرفة على الرسالة

 

وقد أثنت اللجنة على دقة البحث، وأسلوب العرض، وعمق التحليل، خاصة من باحث يواجه تحديات فكرية وحياتية غير تقليدية.

 

رسالة إنسانية صادقة

في كلمته بعد حصوله على الدرجة، قال إبراهيم بتأثر:

“أنا مش معاق أنا من القادرون باختلاف، وبطلب من الإعلام يغير الكلمة دي. نفسي أروح المدينة وأشوف النبي، دي أمنية حياتي.”

 

كلماته لم تكن فقط تعبيرًا عن فرحة شخصية، بل بيانًا إنسانيًا داعيًا لتغيير النظرة المجتمعية تجاه ذوي الهمم، وإعادة النظر في اللغة والمفاهيم الإعلامية المتداولة عنهم.

 

نقطة تحول

تمثل قصة إبراهيم الخولي حالة متقدمة في الدمج الحقيقي داخل مؤسسات التعليم والإعلام. لقد حوّل التحدي إلى طاقة، والاختلاف إلى تميّز، وكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الأكاديميا العربية.

طموحه لا يتوقف، إذ يطمح لاستكمال رحلته بالحصول على درجة الدكتوراه، والعمل عضوًا بهيئة التدريس، حتى يُصبح الجيل القادم من ذوي الهمم قادرًا على أن يرى نفسه في قاعات العلم، لا فقط في حملات الدعم.

 

في الختام

إن إنجاز إبراهيم الخولي لا يُعد مجرد شهادة أكاديمية، بل وثيقة حيّة على أن

ذوي الهِمَمِ قادِرُونَ عَلَى تَحقيقِ إِنْجازاتٍ لا تُعَدُّ وَلا تُحْصَى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى