الوهم هزيمة العرب المستمرة

بقلم د. ليلى الهمامي
في لعبة الصراع الدائر حاليا بين القوى العظمى للسيطرة على المناطق الاستراتيجية في العالم، تبرز للعيان حقائق لا تقبل الشك وهي ان الولايات المتحدة الامريكية لا تزال تمثل القوة الاعظم في العالم وانها تستفيد من تفوقها الاستراتيجي العسكري لاعادة بسط نفوذها وتثبيت هيمنتها على العالم
وهذا معطى لا يمكن الاستهانة به اذا ما سلّمنا بأن القوة حكمت التاريخ خلال مراحله الكبرى. وليس من المصادفة أن يشدد دونالد ترامب في تصريحاته على أن القوة العسكرية الامريكية هي الأقوى والأفضل في العالم إطلاقا. فالرجل لا يتحدث فقط بمنطق التاجر الذي يسوق لبضاعته بل بمنطق المستبدّ الممارس للترهيب. فالتفوق العسكري حجة إقناع لا تعلو عليها اي حجة.
من يعتقد أن العلاقات الدولية ستتغير للأفضل ليحكمها العدل والقانون ومرجعيات الحق، هو واهمٌ أو مراهقٌ في أحسن الحالات. بما أنه يعتقد بأن الملائكة حلت محل الإنسان وأن القوى العظمى على استعداد للتنازل على تقدمها وامتيازاتها رأفة بالانسانية وأن الأغنياء في العالم سيضحون بثرواتهم رأفة بالبؤساء… وان الفرقاء في الدين سيجتمعون اليوم نصرة للمظلومين كان بودي أن أصدق هذا، لكن عنف الواقع ومرارته يوقظني من لحظة رومانسية تتسرب الى عقلي من عاطفتي.