رينال عويضة تكتب: مضيق هرمز… شريان الطاقة الذي قد يخنق العالم

✍ بقلم: رينال عويضة- القاهرة

في أعماق الخليج العربي، لا يتجاوز عرضه الثلاثين كيلومترًا، لكنه يحمل على ظهره اقتصاد العالم. إنه مضيق هرمز، ذلك الممر البحري الذي لا ينام، ولا تمر دقيقة دون أن تعبره ناقلات تحمل ثروات الأرض السائلة.

ومع كل توتر في المنطقة، يعود هذا الاسم إلى الواجهة، لا كمجرى مائي فقط، بل كسلاح جيوسياسي قادر على قلب الطاولة. اليوم، ومع تصاعد نذر المواجهة بين إيران وإسرائيل، بات الحديث عن إغلاقه من مجرد تهديد نظري، إلى سيناريو محتمل يهدد سوق النفط، وأسعار الغاز، واستقرار الاقتصاد العالمي برمّته.

ما هو مضيق هرمز؟ ولماذا هو بهذه الأهمية؟

يقع مضيق هرمز بين إيران شمالًا وسلطنة عمان جنوبًا، ويُعد البوابة البحرية الوحيدة للخليج العربي نحو بحر العرب والمحيط الهندي. هو الممر البحري الأساسي الذي تعبر منه صادرات النفط الخليجية، مما يجعله واحدًا من أهم الممرات البحرية في العالم.

تمر عبره يوميًا ما بين 20 إلى 21 مليون برميل نفط خام، أي ما يعادل نحو 20% من الاستهلاك اليومي العالمي، وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية. وبالإضافة إلى النفط، يتم تصدير ما يقارب 21% من تجارة الغاز الطبيعي المسال (LNG) العالمية من خلاله، خصوصًا من قطر، التي تُعد أكبر مصدر للغاز في العالم.

المضيق ليس فقط ممرًا للتجارة، بل شريانًا للحياة الاقتصادية في الخليج والعالم. معظم دول الخليج، مثل السعودية والكويت والإمارات وقطر، تعتمد على هذا الطريق البحري لتصدير مواردها الأساسية، مما يجعل أي تهديد له يُترجم فورًا إلى مخاوف اقتصادية دولية.

البدائل.. هل يمكن الاستغناء عنه؟

رغم الجهود الإقليمية لإيجاد بدائل، مثل خطوط الأنابيب داخل السعودية والإمارات، إلا أن هذه البدائل لا تستطيع حتى اليوم نقل سوى نسبة صغيرة من إجمالي النفط المصدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى