رينال عويضة تكتب: هل غيّر قصف فوردو قواعد اللعبة بين إيران وإسرائيل؟

✍ بقلم: رينال عويضة- القاهرة

-في قلب جبل صخري قرب مدينة قم الإيرانية، تُخفي إيران إحدى أهم منشآتها النووية: فوردو. تمتاز بتصميمها ضمن نفق عميق، وبتحصينها الانغماسي من الطائرات التجسسية. كان الهدف المعلن “سلمي”، لكن الفيديوهات السرية والاستخبارات الغربية لم تترك مكانًا للكلام العابر. وفي يونيو 2025، ارتفعت الأصوات العسكرية وتصعيدها، فكانت الغارات الجماعية الإسرائيلية–الأمريكية بداية صفحة جديدة في لعبة البدائل النووية.

منذ لحظة الكشف عنها عام 2009، بعد سنوات من البناء السري الذي بدأ منذ 2006، شكّلت فوردو لغزًا أمام المجتمع الدولي: لماذا تُبنى تحت الجبل؟ وماذا يجري خلف أبوابها السميكة؟

فوردو لا تحتوي على مفاعلات نووية، لكنها تضم أكثر من 3,000 جهاز طرد مركزي من نوع IR-1 وIR-6، قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%— وهي النسبة التي تضع إيران على بعد خطوة فنية واحدة من تصنيع قنبلة نووية. هذه المنشأة ليست كمثل نطنز أو أراك، بل هي مصممة خصيصًا لتكون “محمية حتى من القنابل الخارقة للتحصينات”، بحسب وصف الخبراء في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.

لكن في يونيو 2025، تهاوت تلك الفرضية تحت وابل من الهجمات. فجر 13 يونيو، نفّذت طائرات إسرائيلية سلسلة غارات متزامنة استهدفت مواقع استراتيجية إيرانية، على رأسها فوردو. وبعدها بأسبوع، انضمت قاذفات B-2 Spirit الأمريكية إلى الهجوم باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من نوع GBU-57. كانت الرسالة مزدوجة: قدرة الوصول، واستعداد التصعيد.

رغم النفي الإيراني الرسمي، أظهرت صور الأقمار الصناعية تصدعات في مداخل النفق الرئيسي، وأخرى في منطقة التهوية. مصادر غربية تحدثت عن تعطّل شبه كامل لنصف أجهزة الطرد، وتعليق تخصيب اليورانيوم مؤقتًا. لكن طهران قالت إن “المنشأة كانت فارغة”، ما فتح باب التساؤلات: هل كانت الضربة فعلًا ناجحة؟ أم استعراضية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى