سكان القدس الشرقية يسعون للعودة إلى الحياة الطبيعية

كتبت يارا المصري
تأثر سكان القدس الشرقية بالتوترات الأمنية المستمرة تأثير مباشر على الحياة اليومية لسكان القدس الشرقية، الذين يُعاني الكثير منهم من استنزاف نفسي واقتصادي نتيجة دوامة العنف التي تُعيق قدرتهم على عيش حياة طبيعية.
ولأكثر من عام ونصف، عانوا من عواقب التصعيدات المتكررة – التي غالبًا ما تُغذيها جهات خارجية مثل حماس وإيران، والتي لا تعكس أجنداتها إرادة السكان الفلسطينيين.
حيث يريد معظم السكان ببساطة السلام والاستقرار، وفرصة لبناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولعائلاتهم، هذه الرغبة في الهدوء ليست تخليًا عن الهوية أو الحقوق والواجبات، بل هي دعوة للتحرر من نمط مدمر تحركه المصالح الخارجية.
وعقب الهجوم الفتاك الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول، أكتوبر، شنت إسرائيل حرباً متواصلة في غزة، وكان ثمن هذه الحرب أضرار جسيمة في صفوف السكان المدنيين، وتدمير البنى التحتية على نطاق هائل.
كان لحالة الحرب عواقب فورية ووخيمة في كل من الضفة الغربية والقدس الشرقيّة أيضاً، فإلى جانب الفقر وضياع الحقوق الذي يعاني منه سكان الضفة الغربية والقدس الشرقيّة في الأيام العادية، فقد جرت، وتجري، مشكلات إضافية لحقوق هؤلاء منذ اندلاع الحرب، وتدهورت ظروفهم المعيشية، التي كانت صعبة أصلاً، بصورة أكبر.
وفور اندلاع الحرب، قامت قوات الأمن الإسرائيلية بتشديد القبضة الأمنية في القدس الشرقيّة بواسطة فرض التقييدات على الحركة، والحواجز، وشرعت في عمليات تأمين مشدد ونشاط بوليسي قوي ضد السكان الفلسطينيين في المدينة، وفي المواجهات التي اندلعت في عدة أحياء من المدينة، استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي، ورشاشات المياه العادمة، وقنابل الغاز والرصاص المطاطي وغيرها.
كما اندلعت المواجهات أيضاً بين السكان وبعض العناصر من الخارجين على القانون في أحياء المدينة الفلسطينية، ومنذ بدء الحرب وحتى نهاية سنة 2023 قتل في القدس الشرقيّة خمسة شبان فلسطينيين خلال المواجهات مع قوات الأمن قاموا غلالها بمواجهات عنيفة مع قوات الأمن، وفي تلك الفترة، تم الإبلاغ عن اعتقال 987 فلسطينياً في القدس الشرقيّة، بمن فيهم أطفال ونساء، وقد تم إرسال المئات من هؤلاء إلى الإقامة الجبرية. وإلى جانبهم تم اعتقال عشرات السكان بموجب أوامر اعتقالات إدارية، وتم إصدار المئات من أوامر الإبعاد عن القدس عموماً، وعن البلدة القديمة أو المسجد الأقصى خصوصاً.
وعلى مدار أسابيع، واجهت الطواقم التربوية والتلاميذ بعض من المظاهر السلبية لتواجد قوات الأمن على الطرق فقد اصطدمت مع قوات الأمن المنتشرة في أرجاء المدينة، ولا يزال الكثير من الفلسطينيين يخشون حتى اليوم من الخروج من منازلهم والوصول إلى القدس الغربية.