مجندة اسرائيلية تفضح جيش الكيان: علاقات جنسية وآلاف الدولارات مقابل تهريب المستوطنين لخارج اسرائيل

إسرائيل سقطت من الداخل وسقطت معها كل الأقنعة.
  • عشرون ألف دولار لتوصيلك لزورق مهرب في ميناء عسقلان.
  • خمسة عشر ألفاً للخروج عبر نفق قديم قرب بيسان.
  • وعلاقة جنسية كاملة إن كنت امرأة جميلة ولا تملكين المال.
أنا ضابطة ارتباط ميداني في لواء الاحتياط. لا أقول ذلك بدافع الشجاعة بل لأنني ببساطة لم أعد أحتمل الكذب. لم يكن أحد يصدق أن الصواريخ الإيرانية ستصل بهذه الكثافة والدقة في أول ليلة فقط من الوعد الصادق. ثلاثة ضربت الصواريخ ميناء حيفا وقاعدة بالمخيم وشبكات الكهرباء في الجنوب بالكامل.
كنا نظن أن القبة الحديدية ستتصدى لكنها صمتت بل هناك من يقول إنها تعطلت ببرمجيات مجهولة أو تعمدت ألا تعمل.
في اليوم الثالث بدأ الناس ينهارون. نحن في الجيش تلقينا أوامر بعدم السماح لأي مواطن بالسفر خارج البلاد لكن الحقيقة لم تكن تعليمات أمنية بل خوف من أن يهرب الإسرائيليون جماعيا وتتحول الدولة إلى قشرة فارغة. أعرف هذا لأنني كنت حاضرة في أحد الاجتماعات المغلقة في تل أبيب حين قال قائد المنطقة حرفيا: “نحن على بعد أيام من هجرة جماعية يجب غلق المطارات والموانئ فورا”.
خارج تلك القاعات كان المشهد أكثر رعبا مما تتخيلون:
  • طوابير عند السفارات خاصة سفارة فرنسا وكندا.
  • شبان يدفعون عشرة ألاف دولار للحصول على جواز سفر مزور.
  • رجال أعمال يعرضون بيع شركاتهم مقابل تذكرة خروج.
  • والأخطر عائلات تحاول الهروب عبر البحر أو عبر الحدود مع الأردن سيراً على الأقدام.
في اللد شاهدت بعيني أباً يسلم ابنه لعائلة فلسطينية فقط لأنهم سيعبرون الحدود ويأمل أن ينجو الطفل على الأقل.
لكن خلف كل هذا الجنون ظهر الوجه الآخر للجيش: الاستغلال. بدأ بعض الضباط في عرض خدمات خاصة:
  • عشرون ألف دولار لتوصيلك لزورق مهرب في ميناء عسقلان.
  • خمسة عشر ألفاً للخروج عبر نفق قديم قرب بيسان.
  • وعلاقة جنسية كاملة إن كنت امرأة جميلة ولا تملكين المال.
سمعت القصة الأولى من مجندة اسمها عنات كانت تبكي في خيمتنا. قالت إن ضابط برتبة رائد وعدها بتهريب والدتها العجوز إلى قبرص مقابل أن تقضي ليلة واحدة معه. وافقت ثم نفذ تهريب نفسه وتركها هي وأمها تواجهان القصف وحدهما. لم أستغرب. في الليلة التالية جاءتني امرأة مدنية في الخمسينات ترتجف وتقول: “ابني في الخارج لا أريد أن أموت هنا. سمعت أن عندك علاقات”. لم أجب. كيف أشرح لها أن العلاقات التي تبحث عنها تشترى باللحم؟
كل هذا يحدث والإعلام صامت. من يصور ضربة صاروخية يعتقل بتهمة نشر الذعر ومن يرسل صوراً لجهات أجنبية يتهم بالخيانة. بل إن هناك وحدة كاملة من الشبك مهمتها الآن مسح كل محتوى مدني يتعلق بالخسائر من على الإنترنت. في عسقلان فقط صاروخ على مستشفى واحترق جناح العمليات بالكامل لكن في البيان الرسمي سقوط قذيفة قرب المستشفى ولا أضرار تذكر. في تل أبيب سقطت بناية كاملة وعلقت صور ضحاياها داخل الحي لكن في التلفزيون حادث غامض سببه تسرب غاز.
لا أحد يتحدث عن الهاربين ولا عن الجنود الذين يرفضون العودة للثكنات ولا عن الشباب الذين انضموا إلى خلايا هروب سرية تنسقوا مع مهربين في الأردن وسينا وقبرص واليونان. أنا لا أكتب كل هذا كبطلة ولا أدعي أنني مختلفة. أنا فقط شاهدة على الانهيار أراقب الدولة وهي تتفكك والناس وهم يتحولون إلى سلعة: سلعة للنجاة أو للهروب.
هناك قصة امرأة أخرى حاولت النجاة لكنها وجدت نفسها في سرير ضابط لا في زورق نجاة وللأسف قصتها تكررت أكثر مما تتخيلون. اسمها ليلي بن ساسون. في الخامسة والثلاثين تعمل مدرسة لغة عبرية في حيفا. زوجها توفي منذ سنوات ولديها ابن وحيد اسمه يوئيل يعيش في أوروبا منذ عامين. حين بدأت الصواريخ تتساقط اتصل بها: “اصرف أمي اخرج من هناك فورا اشتري لك تذكرة احجز أي طائرة” لكنها لم تستطع.
في اليوم التالي أعلنت وزارة الأمن منع السفر تماما خارج البلاد باستثناء رجال الدولة وبعض الأجانب. أغلقت السفارات وتم إغلاق بوابات مطار بن جوريون وتحويل الرحلات إلى قواعد عسكرية حتى لا يعرف الناس من يغادر ومن يحتجز. ليلي مثل غيرها لجأت إلى ما يعرف الآن في الشارع باسم شبكاتالخروج الخاص وهي شبكات غير رسمية يقودها ضباط جيش ومجندون سابقون وسماسرة حدود. وصلت إلى واحد منهم الرائد أمير تسفي من وحدة النقل البري.
كان يجلس في سيارة مضفحة عند مشارف اللد. يدير عشرات الطلبات يوميا لصمت واتصالات مشفرة. سألته عنهم. قالوا أمير عنده طريق سري إلى الأردن بس الطريق له ثمن. ذهبت إليه في منتصف الليل مع حقيبة صغيرة. قالت له أرجوك ابني وحيد وأنا لا أريد أن أدفنه هنا. نظر إليها ثم قال بجفاف سعر الرحلة 20 ألف دولار أو ليلة واحدة. الخيار لك.
قالت ليلي في التحقيق الداخلي الذي أجري لاحقا معها وهي تبكي: ظننت أنه يهددني أو يمزح لكنه قالها بلا تردد. فأنني جواز سفر. ترددت ثم عادت في الليلة التالية دون نقود. دخلت سيارته لم تسأل عن الطريق لم تسأل عن الأمان. سألته فقط هل تضمن أن أصل؟ قال مبتسما لن تنسي هذه الليلة ستصلين بكل تأكيد.
في صباح اليوم التالي نقلها إلى شاحنة تبريد. كانت مخصصة لشحنة لحوم وبداخلها خمس نساء أخريات. واحدة منهن كانت مجندة سابقة وأخرى زوجة ضابط. كلهن مررن بنفس التجربة وكلهن دفعن الأثمان بأشكال مختلفة. عبرت ليلي إلى نقطة حدودية مهجورة قرب وادي عربة. تركتها هناك لتكمل المسيرة مع مهرب أردني. دفعت له آخر ما تملك. وصلت أخيرا إلى عمان بعد أربعة أيام من الهروب. وهناك اتصلت بابنها ثم اتصلت بسفارة فرنسا حيث تملك جنسية ثانية. لم تكن تعلم أن قيمتها في هذه اللحظة أغلى من كرامتها كلها.
هذه القصة ليست استثناء في أسبوع واحد فقط وصل إلى قسمنا في الجيش 33 بلاغا غير رسمي عن استغلال ضباط لمواطنين مقابل تهريب. لكن لم يفتح تحقيق حقيقي في أي منها. لم يعاقب أمير تسفي بل تمت ترقيته لاحقا لحسن تعامله مع المدنيين. أما ليلي فتم تهديدها إن تكلمت. واتهمت بتشويه صورة الجيش أثناء الظروف الحساسة.
ما لا يعرفه أحد أن عشرات الضباط الآن أصبحوا سماسر حرب. يبيعون الخروج. يبيعون الأمل. يبيعون الطريق. يبيعون جسد الدولة مقابل جسد النساء. كل هذا يحدث خلف شاشات الإعلام. بينما تعرض علينا صور وحدة النخبة وهي تنقذ قطة من تحت الأنقاض. أو تظهر ضابطا يعاني طفلا تحت القصف. وهم في الحقيقة يسحبون بطانيات الأمهات من فوقهم مقابل مر تهريب.
أعرف أنني سأحاسب على هذا الكلام. ربما يتم فصلي أو التشكيك بي أو إجباري على حذف هذه الاعترافات. لكنني لم أعد أحتمل. لم أعد أصدق أننا في أرض الميعاد. ما أراه حولي ليس وطنا بل سفينة مثقوبة. القبطان يهرب أولا والركاب يتقاتلون على نافذة واحدة. وكل من لا يملك مالا أو جسدا يترك ليحترق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى